عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الصيني “وانغ بي”، الأربعاء، عن أمله بالتوصل إلى حل سلمي للصراع في إقليم “قره باغ” المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
وقال “بوتين” إن بلاده على اتصال وثيق مع جميع أطراف الصراع، مع السلطات في يريفان ومع السلطات في قره باغ ومع باكو، ونأمل بنقل حل هذه المشكلة إلى المسار السلمي، وسط إغفال الحديث عن وقف إطلاق النار الساري منذ صباح الأربعاء.
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في إقليم “قره باغ” بعد أن توصلت القوات الأذرية وقوات الإقليم، لاتفاق يقضي بوقف العملية العسكرية الأذربيجانية في الإقليم بوساطة روسية، وبحسب بيان الدفاع الأذربيجانية، أنه مع الأخذ في الاعتبار نداء ممثلي السكان الأرمن في قره باغ، الذي تم تلقيه من خلال وحدة حفظ السلام الروسية، تم التوصل إلى اتفاق لوقف عملية مكافحة الإرهاب في 20 أيلول.
وتابعت الدفاع الأذرية “يبدأ وقف إطلاق النار الساعة الواحدة ظهرا، وستسلم الجماعات المسلحة غير الشرعية جميع الأسلحة والمعدات الثقيلة”، ووافقت سلطات “قره باغ”، على وقف إطلاق النار الذي اقترحته قوات حفظ السلام الروسية، وأعلنت أذربيجان عن اجتماع مزمع عقده، الخميس 21 أيلول الجاري في العاصمة باكو، مع ممثلين عن الإقليم، لبحث قضايا الاندماج مع أذربيجان.
بدورها، أكدت أرمينيا أنّها لم تشارك في إعداد نص اتفاق وقف إطلاق النار في إقليم “قره باغ” بوساطة قوات حفظ السلام الروسية، وأفاد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أنّ السلطات في قره باغ أبلغت مكتبه بقرار الموافقة على وقف إطلاق النار، وأرمينيا ليس لديها قوات في كراباخ منذ آب 2021، وحدة الأعمال القتالية في الإقليم انخفضت بشكل كبير، موضحًا أنّه لا يستطيع القول إنّها توقفت بالكامل، لكنها انخفضت، معرباً عن أمله بأن لا يستمر هذا التصعيد العسكري.
وأطلقت أذربيجان، الثلاثاء، عملية عسكرية في إقليم “قره باغ” بهدف ما سمته “مكافحة الإرهاب”، وفرض النظام من أجل ضمان احترام ما نص عليه الاتفاق الثلاثي (موسكو – باكو – يريفان)، بعد أن اتهمت أرمينيا بنشر قوات عسكرية لها في الإقليم المتنازع عليه.
ورفض رئيس وزراء أرمينيا العمليات الأذرية، مؤكداً عدم تحركه العسكري تجاه الإقليم، ما أدى لخروج مظاهرات في العاصمة رفضاً لقرار “باشينيان”، ووصفوه بالخائن ودعوه إلى الاستقالة.
وخاضت أذربيجان وأرمينيا الحرب لأول مرة في أوائل التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وتكررت المعارك في 2020، حيث استعادت أذربيجان السيطرة على مناطق في الإقليم، قبل الاتفاق على هدنة ومراقبتها من قبل قوات حفظ السلام الروسية.
يذكر أن أذربيجان دولة محاذية لإيران، مدعومة من كيان الاحتلال، وتعتبر منصة مخابراتية صهيونية لمهاجمة طهران، وهو ما يجعل الأخيرة ترفض سيطرة أذربيجان على “قره باغ”، لرفض مشروع ممر “زانجيزور” الذي تهدف من خلاله الحكومة الأذرية ربط باكو مع أنقرة بخط سكك حدودية، ما يطوق طهران ويمنع وصولها إلى معبر تجاري واقتصادي مهم.
المقال التالي