طالب عدد من المقيمين في المدينة الجامعية بدمشق، مؤخراً، بإلغاء أو إعادة دراسة إجراءات التسجيل في السكن الجديد التي تقضي بتقسيم الطلاب على الوحدات السكنية بناءً على الفرع الدراسي، معتبرين أن هذا القرار يخل بروابطهم الاجتماعية والنفسية، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والحياتية التي يمرون بها.
وأثار القرار الجديد ردود فعل متباينة بين الطلاب، فمن جهة أبدى بعض الطلاب تأييدهم للقرار، معتبرين أنه يسهل عليهم التواصل مع زملائهم من نفس التخصص ويزيد من تركيزهم في الدراسة، ومن جهة أخرى عبّر معظم الطلاب عن رفضهم للقرار، مشيرين إلى أنه يقيّد خياراتهم ويقطع علاقاتهم بأصدقائهم من كليات أخرى، مطالبين بإعادة النظر فيه.
وذكر العديد من الطلاب الرافضين للقانون الجديد لـ “داما بوست” أنهم قضوا عدة سنوات في غرفهم واعتادوا على زملائهم الذين يتشاركون معهم نفس الاهتمامات، معتبرين أن تطبيق القرار الجديد سيصعّب عليهم التأقلم مجدداً مع زملاء آخرين لا يربطهم ببعض سوى الاختصاص الجامعي.
وفي السياق أيضاً، اعتبر عدد من طلاب السنوات الدراسية الأخيرة أنه من غير المنطقي أن تتم إعادة فرزهم مجدداً إلى غرف جديدة ومع زملاء سكن جدد في ظل تبقى أشهر قليلة فقط على إنهائهم لدراستهم الجامعية، مشيرين إلى احتمالية أن يؤثر هذا الأمر بشكل سلبي على تحصيلهم العلمي وهم في نهاية مشوارهم الجامعي.
وأكد الطلاب أنهم تأقلموا مع غرفهم وأصدقائهم من مختلف التخصصات والكليات، لافتين إلى أنه من غير المعقول أن يتنقلوا في آخر أيامهم الجامعية إلى وحدات سكنية أخرى لا يعرفون فيها أحداً، معتبرين أن هذا التغيير سيؤثر أيضاً على راحتهم، خصوصاً أن معظمهم يعمل لتأمين مصروفه ويجد صعوبة في شراء محاضراته.
مدير المدينة الجامعية بدمشق الدكتور “عباس صندوق” صرّح لـ “داما بوست” بأن نحو 10 في المئة من الطلاب يقطنون بغرف غير اختصاصية، هم من لديهم مشكلة في قانون السكن الجديد، مشيراً إلى أن بقاء هؤلاء الطلاب ضمن وحداتهم الحالية يربك إدارة المدينة باعتبار أنه تم ضبط التسجيل ضمن الوحدات على أساس العدد.
وأوضح “صندوق” أن الآلية الجديدة للتسجيل سليمة ولمصلحة الطلاب كونها تساهم في استيعاب أكبر عدد ممكن، مشيراً إلى أن التسجيل أصبح يتم عبر تطبيق إلكتروني تم إطلاقه خصيصاً لهذا الأمر، مبيناً أنه ليس من صلاحياته أن يتدخل في أي شيء يخص ذلك، باستثناء ما يتعلق بجمع الأشقاء وذوي الشهداء.
وأشار “صندوق” إلى أن آلية التسجيل الجديدة عبر التطبيق تساهم إلى حد كبير في تخفيف الأعباء عن الطلاب، كونهم سيتمكنون من التسجيل على السكن الجديد من منازلهم، دن تكبد عناء الانتظار طويلاً في طوابير أمام مركز التسجيل كما كان يحصل خلال الأعوام السابقة، مبيناً أن تلك الإجراءات ستساهم في تخفيف الازدحام داخل الغرف.
وذكر مدير المدينة الجامعية بدمشق أن رفع رسوم التسجيل جاء بهدف تحسين الخدمات التي يتم تقديمها للطلاب داخل المدينة، باعتبار أن جزء من هذه الرسوم سيتم تخصيصه لهذا الغرض بالذات، مشدداً على أن جميع هذه الإجراءات هي لمصلحة الطلاب وليس العكس.
وأصدرت إدارة مدينة “باسل الأسد” التابعة لجامعة دمشق مع بداية التسجيل على العام الدراسي الجديد، قراراً بإعادة فرز الطلاب القاطنين والمستجدين على الوحدات السكنية التي تم تقسيمها بناءً على الاختصاص الجامعي، بهدف تنظيم السكن وتحسين الخدمات المقدمة للطلاب، كما تم رفع قسط التسجيل من 20000 ل.س إلى 88000 ل.س، بغية تغطية التكاليف المتزايدة للصيانة والتجهيزات.