حملة تهجير قسري ممنهجة تستهدف قرى علوية في سهل الغاب

تتواصل حملات التهجير القسري التي تستهدف القرى العلوية في سوريا، وتحديدا في منطقة سهل الغاب بريف حماة، في إطار ما يبدو أنه مخطط ممنهج لتغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة.

تحدث هذه الانتهاكات في ظل صمت حكومي متعمد، وتشمل عمليات قتل وسرقة وتهديد على أساس طائفي، يمارسها مسلحون يسيطرون على تلك القرى بهدف إفراغها من سكانها الأصليين.

شهادات حية من قلب المعاناة

غادر نبيل (اسم مستعار) آخر السكان المتبقين في قرية كفر عقيد، بعد أن أجبرت الفصائل المسلحة جميع سكانها على الرحيل تحت تهديد السلاح.

وفي حديثه لجريدة “الأخبار” اللبنانية، يقول نبيل: “تحملنا المضايقات والقتل والسرقة لأشهر، لكنهم أجبرونا في النهاية على الخروج بملابسنا فقط، تاركين وراءنا كل ممتلكاتنا”، ويضيف أن القرية أصبحت فارغة تماما من سكانها الأصليين، حيث استولى المسلحون على المنازل وسكنوها.

اقرأ أيضاً:تمهيدًا لعمليات تهجير قسري وتغيير ديمغرافي.. حملة أمنية في قرية شيعية بريف حمص

وفي قرية العزيزية، التي لم يتبق فيها سوى 15% من سكانها، يروي أحد المغادرين أن الانتهاكات بحق العلويين بدأت بقتلهم وإهانتهم وسرقة ممتلكاتهم علنا.

ويقول: “أخذوا سيارتي من أمام منزلي تحت تهديد السلاح، وأجبروا جاري على تسليم بقرته عنوة”. ورغم وضع حاجز عسكري، يؤكد السكان أنه ينسق مع المسلحين لسرقة المنازل والمواشي تحت جنح الظلام.

من جانبها، تروي “أم علي” أنها وعائلتها نزحوا بضغط من سكان قرية قبر فضة المجاورة. وتضيف: “قالوا لنا عيشوا النزوح الذي عشناه 14 سنة”، متهمين العلويين بأنهم من هجروهم ودمروا منازلهم خلال فترة حكم النظام السابق.

اقرأ أيضاً:هل يحكم الشيخ سوريا؟ تقارير تكشف عن سلطة موازية تتجاوز مؤسسات الدولة

ويرد ابنها بأن تهمة استغلال الأراضي الزراعية التي يوجهها المعتدون لا أساس لها، موضحا للجريدة، أن أراضي القرية والقرى المجاورة هي ملك للدولة، ويتم استثمارها بعقود رسمية، وأنهم يطالبونهم الآن بمبالغ مالية مقابل استغلال أراض ليست ملكا لهم من الأساس.

مخطط لإفراغ المنطقة وتغيير ديمغرافيتها

يرى ناشط صحافي من أبناء سهل الغاب (رفض ذكر اسمه) في حديثه لـ«الأخبار»، أن “هناك مخططا واضحا لإفراغ ريف حماة الشمالي من العلويين”.

ويشير إلى أن الحكومة المؤقتة تتبع سياسة ممنهجة لتغيير الواقع الديموغرافي، حيث يُمارس على القرى ضغط وتهديد على أساس طائفي، في ظل غياب الرادع واستمرار السلطة في التغطية على تلك الانتهاكات، الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً من المنظمات الإنسانية الدولية.

 

اقرأ أيضاً:الفوعة بلدة سورية بين التهجير والتملّك المؤقت

اقرأ أيضاً:اللجنة الاقتصادية في حماة متهمة بتهجير قرى علوية والاستيلاء على ممتلكاتها

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.