كلف مجلس الوزراء وزارة الصناعة بإعداد رؤية متكاملة لإعادة الألق للصناعات النسيجية في سوريا، مؤكداً تقديم المحفزات والتسهيلات التي تعيد هذه الصناعة إلى مكانتها في مقدمة المنتجات السورية.
وفي تصريح لشبكة “داما بوست”، أشار مدير عام المؤسسة العامة للصناعات النسيجية المهندس حسن السيد، إلى أن صناعة الغزل والنسيج تعد من الصناعات العريقة التي تشتهر بها سوريا، ولها أهمية كبيرة كونها تساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقق قيماً مضافة عالية، نتيجة تعدد سلال التصنيع ابتداء من زراعة القطن وانتهاء بمرحلة التجهيز النهائي، إضافة إلى أنها تحتاج إلى عدد كبير من الأيدي العاملة.
وبين السيد أنه يتبع للمؤسسة 25 شركة مختلفة الاختصاصات، هي 9 شركات غزل تنتج خيوطاً قطنية 100% بمختلف النمر، منها شركتان تنتجان خيوطا ممزوجة قطن وبوليستر، وشركة تنتج الخيوط الصوفية المستخدمة في صناعة السجاد، وهناك 8 شركات نسيج متخصصة في صناعة الأقمشة القطنية والممزوجة والمقصورة والمطبوعة والمصبوغة والشاش والقطن الطبي، و8 شركات مختلفة متخصصة بإنتاج الألبسة الجاهزة والألبسة الداخلية والسجاد والجوارب.
وأوضح مدير عام الصناعات النسيجية أن هناك صعوبات عديدة تواجه هذه الصناعة في مقدمتها خروج عدد من الشركات عن العملية الإنتاجية جراء الحرب الظالمة التي فرضت على بلدنا، وقلة المواد الأولية المستخدمة في عملية الإنتاج “القطن” بسبب خروج مساحات كبيرة من الزراعة في المنطقة الشرقية، إضافة إلى قِدم الآلات وعدم مواكبة التطور التكنولوجي خلال فترة الأزمة ونتيجة الحصار الجائر.
وأضاف: “تم العمل على إنتاج أصناف جديدة على نفس الآلات تلبي احتياجات السوق المحلية، يحقق ريعية اقتصادية وقيمة مضافة وربحاً حقيقياً للمؤسسة، إذ تم إنتاج خيوط البوليستر 100% بنمر مختلفة 40،1 و40،2 و40،3 و40،4، وهي تستخدم في خياطة الألبسة الجاهزة بشركة الوليد في حمص، وتتمتع بمواصفات عالية الجودة من متانة وقوة شد”،
وتابع: “هذه الخيوط كانت تستورد، وبالتالي إنتاجها يساهم في تخفيض فاتورة الاستيراد، وتم إنتاج الحرام المدني المصنع من مادة الاكرليك 100%، والحرام العسكري الصوفي المصنع من مادتي الاكرليك والصوف، وحالياً نجري التجارب لإنتاج خيوط الجوت المستخدمة في إنتاج أكياس الخيش، بهدف تأمين احتياج القطاع العام والخاص منها، وهذه الأكياس لم يتم إنتاجها سابقا في سوريا”.
وبشأن الدعم المقدم لهذه الصناعة، أوضح السيد أنه صدر القانون رقم 11 لعام 2024 القاضي بإحداث الشركة العامة للصناعات النسيجية لتحل محل المؤسسة العامة للصناعات النسيجية والمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان، وهي شركة عامة ذات طابع اقتصادي تتمتع بشخصية اعتبارية واستقلال مادي وإداري، ما يساهم في دعم العملية الإنتاجية، وتحسين الأداء، وترشيق العمل، وتكامل العملية الإنتاجية، ورفع كفاءة وجودة المواد الأولية والإنتاج، وإعادة هندسة أنشطة صناعية وتوطينها، وخلق فرص استثمارية جديدة في مجال الصناعات النسيجية.