ضعف القدرة الشرائية أحد أسباب “تصدير” زيت الزيتون.. كيف سيكون الموسم القادم؟
داما بوست | غدير إبراهيم
يعتبر الزيتون موسماً أساسياً في الكثير من المناطق السورية، لاعتماد العوائل على تأمين متطلباتها الأساسية منه، وفي بعض الأحيان يلجأ العديد من الأشخاص لاستخدامه في قضاء العديد من الحاجات، ومع اقتراب موعد قطافه، يحسب السوريون تكلفته لهذا العام بدءاً من اليد العاملة وأسعار المعاصر وأجور نقله إليها، التي ازدادت خصوصاً بعد قرار رفع سعر المازوت يوم الثلاثاء، مما سيكلف منتجي الزيتون حملاً زائداً، إضافة لأسعار “البيدونات” التي ستكلف المزارعين وبحسب انتاجهم مئات الألوف الإضافية.
وبما أن الموسم لم يبدأ بشكل فعلي هذه السنة، قررنا معرفة التكاليف التي ترتّبت على المزارع الموسم الماضي، يقول “همام.أ” موظف في القطاع الخاص بمحافظة طرطوس لـ “داما بوست”.. “أملك أرضاً فيها 23 زيتونة، الموسم الماضي كان خيالياً بالنسبة لي، أنتجت 8 “بدونات” زيت تقريباً، وهذا لم يحدث من قبل، بالنسبة للبيدون الفارغ كان سعره 15 ألف ليرة، وحينها كانت المعصرة تأخذ على كل “بيدون 20 ليتر” 14 ألف، أي 112 ألفاً كاملة، وأما عن أجرة نقل الزيتون فقد كلفني قرابة 40 ألفاً، فالمعصرة تبعد مسافة 5 كم عن منزلي”.
وعن أجور وتكلفة اليد العاملة قال “همام”.. “في العام الماضي بلغت أجور عمال “نبر” الزيتون “أي الطريقة التي تستخدم في قطاف الزيتون” بلغت 35 ألفاً للشخص الواحد خلال اليوم، وأما الشخص الذي يقوم بجمع الزيتون عن الأرض فقد وصلت يوميته إلى 25 ألف ليرة سورية، وغير ذلك من تقديم وجبة فطور تكفي للأشخاص العاملين” ويؤكد أنه وبجميع الأحوال صاحب الزيتون ربحان دائماً مهما ارتفعت الأسعار، يعني بأقل الخسائر وضعف الموسم، قادر على تأمين حاجاته من الزيت والزيتون.
وتحدث “علي يونس” وهو موظف قطاع عام ويعمل أيضاً في زراعة الزيتون قائلاً.. “لدينا والحمد لله زيتون يكفي لـ 6 عوائل، نقوم أنا وإخوتي بالعمل من الصباح الباكر ولم نضطر إلى الآن للعمال الإضافيين، في السنة الماضية أنتجنا ما يقارب 50 بيدون زيت، وقد كلفتنا المعصرة في الموسم الماضي قرابة 500 ألف ليرة سورية، وكانت المعصرة تشترط علينا إما 10 آلاف للبيدون الواحد، أو أن تقتطع كيلو زيت من كل بيدون، إضافة لسعر البيدون الذي تراوح خلال شهر بين 13 و15 ألف ليرة”.
ويؤكد “علي” أن الزيتون لا يحتاج للعناية كما هو الحال في المحاصيل الموسمية الأخرى، فغالباً عندما ينتهي المزارعون من محصول الزيتون، ليبدأ بعد شهر تقريباً تنظيف الأرض من الأعشاب الشوكية وغيرها، إضافة لإزالة الأحجار الكبيرة، وإضافة الأسمدة إلى الأشجار.
وعن أسباب ارتفاع سعر “بيدون” الزيت أوضحت مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة “عبير جوهر” لـ “داما بوست”.. “أن السبب في ارتفاع أسعار الزيت هو نتيجة الطلب العالمي على المادة وخصوصاً الدول المنتجة منها إسبانيا وإيطاليا والتي تراجع الإنتاج فيها بسبب التغييرات المناخية والجفاف، إضافة للتضخم الموجود حالياً والذي تمر فيه البلاد ما أدى لزيادة السعر.
وقالت “جوهر” إنه في الأسواق المحلية لم يكن لدينا تصريف للمادة نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطن مقارنة بالدخل، وبالتالي كان هناك ضعف في سحب كميات من الأسواق، لذلك اتجه التسويق الأكبر لتصدير المادة إلى السوق العالمية، ناهيك عن ارتفاع تكاليف الإنتاج حيث وصل أجار عامل القطاف إلى 40 ألفاً في اليوم، وكنتيجة لذلك قلت الكميات المعروضة بالأسواق وبالتالي زاد السعر بشكل أكبر.
وأضافت “جوهر” ارتفعت الأسعار منذ بداية الشهر السادس تقريباً، ويعتبر إنتاج هذا العام متوسط مقارنة بالسنوات السابقة، وتقريباً بلغ الإنتاج 49% في المناطق غير الآمنة، وبالنسبة للمعاصر فوزارة الزراعة ليس لها علاقة بالتسعير بالنسبة للمعاصر وأن المكاتب التنفيذية في المحافظات هي التي تقوم بدراسة الأسعار بالنسبة للمعاصر.
واطلع “داما بوست” على أسعار “البدونات” الفارغة في المحال الخاصة والتي يتراوح سعرها بين 22 و27 ألف ليرة سورية، فيما تواصلنا مع عدد من المعاصر التي لم تعلن عن تسعيرتها بعد، موضحين أن التسعيرة تأتي من المحافظة وغالباً سيتم وضعها في 15 من الشهر القادم، ما يطرح تساؤلات في أوساط المزارعين عن كلفة الإنتاج التي سيدفعونها هذا العام، والتي ستؤثر حتماً على سعر المبيع لزيت الزيتون، والذي وصل مؤخراً سعر الـ 20 ليتراً منه أي “البدون” إلى نحو مليون ليرة سورية، فكيف سيكون الحال فيما إذا دفع المزارعون تكاليف مضاعفة على عملية القطاف والعصر.