عاد التصعيد ليسيطر مجدداً على المشهد الميداني العام في ريف حلب الشمالي، حيث أصيب عدد من المدنيين ولحقت أضرار مادية كبيرة بمنازلهم وممتلكاتهم، إثر قصف عنيف نفذته مدفعية الاحتلال التركي خلال الساعات الماضية، باتجاه القرى والبلدات الآمنة.
مصادر ميدانية تحدثت لـ “داما بوست” عن أكثر من مئة قذيفة مدفعية أطلقتها القواعد العسكرية التركية غير الشرعية، المتمركزة في منطقتي عفرين وأعزاز، خلال ساعات ليلة أمس وإلى صباح اليوم، باتجاه مدينة تل رفعت، إضافة إلى قرى “حربل”، “أم حوش”، “الشيخ عيسى”، “أم القرى” و”الوحشية”، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين على الأقل بجروح متفاوتة الشدة، استدعت نقلهم إلى مشفى “عفرين” في تل رفعت لتلقي العلاج.
كما خلّف القصف التركي رقعة واسعة من الدمار بمنازل وممتلكات الأهالي، إلى جانب احتراق مساحات من الأراضي الزراعية بما فيها من محاصيل، فيما اضطر معظم قاطنو القرى المستهدفة إلى النزوح باتجاه القرى الأكثر أمناً والبعيدة نسبياً عن مرمى القذائف التركية.
وسبق الاعتداءات التركية، اندلاع اشتباكات عنيفة على محور بلدة “مارع” الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي والفصائل الموالية له بالريف الشمالي، إثر هجوم مباغت نفّذته مجموعات “قوات تحرير عفرين” باتجاه النقاط التابعة لفصائل أنقرة في محيط البلدة.
ورغم تمكن مسلحي الفصائل من اكتشاف الهجوم وصده بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محور الاشتباك، إلا أنا مصادر “داما بوست” أكدت مقتل وإصابة عدد كبير بين صفوفهم، وتكبّدهم خسائر مادية كبيرة على صعيد الأسلحة والذخائر، فيما انسحبت المجموعات المهاجمة من محور الاشتباك دون أي خسائر تُذكر، ودون تمكنها من تحقيق أي تغيير على خارطة السيطرة الميدانية في شمال حلب.
تصعيد الساعات الماضية في ريف حلب الشمالي، جاء بعد أيام من الهدوء الحذر الذي كان مسيطراً على جبهات ريف حلب بشكل عام، سواء الشمالية أو الغربية، مع تسجيل بعض الاستثناءات خلال تلك الأيام، لناحية سقوط بعض القذائف التركية في عدد من القرى القريبة من خطوط التماس كـ “مرعناز” و”المالكية” و”شوارغة” دون وقوع أي أضرار تذكر.