مركز أبحاث “صهيوني” ينصح الكيان بالتوقف عن استهداف سورية
معهد أبحاث الأمن القومي يؤكد فشل خطط الكيان في سورية
داما بوست | منى دياب
يكثر الحديث في الأوساط الصهيونية عن جدوى السياسات الإسرائيلية في المنطقة عموماً، وفي مقدمها الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية والتي بحسب “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة “تل أبيب” قد استنفدت معظم غاياتها.
وفي دراسة أجراها المعهد، أكد أن الغارات الإسرائيلية على سورية تسببت بنتائج سلبية تتزايد شدتها بوتيرة عالية، ولا تعود بالفائدة على سياسة الكيان الخارجية.
ويرى المعهد أن التغيرات الإقليمية التي شهدتها دمشق، وانعكست على استقرارها، إضافة إلى تحسن العلاقات بين إيران ودول الجوار في المنطقة، واستمرار ابتعاد الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط، أمورٌ تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الفاعلية الشاملة لهذه العمليات لا تزال تخدم مصلحة “إسرائيل”.
وحسب توصيات الدراسة التي أجراها المعهد، يوجد اعتراف داخلي في الكيان بقصف أهداف مدنية سورية، حيث أوصى بدراسة الوضع في سورية على حقيقته وبلورة أساليب عمل مختلفة، إضافة إلى إعادة التفكير في فائدة مهاجمة أهداف مدنية سورية.
إذ يواصل الكيان الإسرائيلي قصفه مواقع داخل سورية منذ بداية الحرب على سورية، وتندرج الضربات في “العقيدة الصهيونية” ضمن مفهوم الحفاظ على أمن الكيان المزعوم ومهاجمة ما يشكل خطراً عليها، إلا أنها لم تشكل فارقاً أو تكبح مصدر القلق الذي يرعبها عن أي فعل.
ويؤكد الباحث في الشؤون السياسية فريد ميليش في تصريح خاص لـ “داما بوست” أن “إسرائيل” لا يمكن أن تتخلى عن صفتها العدوانية مهما كلف الثمن، فهي سمة أساسية ترافق الصهيونية منذ نشأتها، وأحد مرتكزاتها التي لم تتوقف يوما عنها.
ويرى الأستاذ في العلاقات الدولية في جامعة تشرين فريد ميليش أن “الضربات الصهيونية تحاول دعم من يستهدف سورية من الداخل، الذي تمثله الفصائل الإرهابية على الأرض منذ بداية الحرب على سورية”.
ويضيف ميليش.. “باتجاه آخر يريد الكيان ضرب مواقع حيوية كالمطارات والمرافئ ما يؤثر بشكل مباشر على الحركة الاقتصادية والوضع الاقتصادي العام لسورية في ظل العقوبات المفروضة على سورية”.
وبالعودة لتوصيات الدراسة التي أجراها معهد “أبحاث الأمن القومي”، والتي طالبت في توصياتها بتركيز عمليات ما تسمى “الحملة بين الحروب” على أهداف تمنع تعاظم قوة “العدو” فقط لا غير، خاصة المقاومة اللبنانية، وعدم المبالغة في تعظيم رموز مثل تموضع إيران في سورية، على حد تعبير المعهد.
وتعقيباً على هذه الدراسة، كدراسةٍ نابعة من صميم “تل أبيب” وتوجهها نحو الابتعاد عن قصف مناطق داخل سورية.. يشكك “ميليش” بكل ما يصدر من جهة الاحتلال وأتباعه ويقول.. “دائما الكيان الصهيوني يترك للإعلام ومراكز الأبحاث وغيرها تمرير مسائل وقضايا للرأي العام الداخلي والخارجي سواء لتبرير سياساته أو للتلميح إلى قضايا محددة، والسؤال، أن من يصنع القرار هناك هل ينصت أو يستمع؟ الإجابة طبعا لا”.
ويتابع ميليش.. “الجميع في الداخل المحتل يمثل نهجاً واحداً، هو تحقيق أقصى ما يستطيع لتحقيق مصالح إما داخلية انتخابية أو للكيان الصهيوني، وفي كل الأحوال لا يمكن الوثوق بالتصريحات أو النصائح”.
وربط “ميليش” في ختام حديثه لداما بوست، إمكانية أن يكون هذا النوع من الدراسات هو لتصدير أزمة الداخل الحاصلة في الكيان إلى الخارج، لصرف نظر الرأي العام عن أزماته الداخلية الكثيرة.
وفي السياق ذاته، تركز دراسة المعهد آنف الذكر، على أن الكيان لم يتمكن من إضعاف إيران، التي فرضت تموضعاً جديداً لها في المنطقة ككل، عدا عن استعادة سورية لمكانتها العربية وعودة إحياء العلاقات العربية معها، جميعها عوامل زادت من حدة التصعيد الإسرائيلي وتكثيف اعتداءاته التي لا تحقق له أي إنجاز ولا تغير شيئاً في موازين القوة.