داما بوست | جعفر مشهدية
ارتفعت حدة الخلافات بين الميليشيات التابعة للاحتلال الأمريكي في مناطق شرق الفرات، حيث بدء الصراع بين ميليشيا “قسد” وما يُعرف بـ “مجلس دير الزور العسكري”، يأخذ منعطفاً جديداً بعد سلسلة من التصعيد خلال الأيام الماضية.
وأعلن قائد “مجلس دير الزور العسكري” المدعو “أبو خولة” الحرب على “قسد” وطلب الاستنفار العام لجميع قواته العسكرية في ريفي دير الزور الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي وذلك لمواجهة مخططات عزله، حسب وصفه.
وجاء التوتر بحسب وسائل الإعلام على خليفة التعزيزات العسكرية التي أرسلتها “قسد” من قوات “الكوماندوز” و”الأسايش” إلى مناطق سيطرتها في ريف دير الزور، والتي سيطرت على كافة الحواجز في مقابل نقاط التماس مع الجيش العربي السوري، وطردت عناصر “مجلس دير الزور العسكري” منها.
ويهدف تحرك “قسد” لعزل المجلس وقيادته الحالية، نظراً لتواصل الأخير منفرداً مع قوات الاحتلال الأميركي، في خضم ما تقوم به الولايات المتحدة من إعادة ترتيب أوراقها العسكرية شرق الفرات، لأجل تشكيل تنظيم عسكري جديد يواجه الجيش العربي السوري.
ونقلت تسريبات صوتية عن “أبو خولة” أنه.. “لا نقبل بمندوب سامي يفرض علينا، ونحن جاهزون للحرب الداخلية والخارجية” وذلك بعد تعيين قياديين من قبل ميليشيا “قسد”، هما “روني وباران”، في مهمة الحد من نفوذ المجلس.
وأفاد الباحث السياسي الدكتور محمد حسين خليق لداما بوست أن “ما يجري من اقتتال بين قوات قسد ومجلس دير الزور، لأجل تموضع جديد في المنطقة، حيث باتت الأخطار تهدد الوجود الأميركي في سورية، وذلك بعد الأنباء عن جاهزية المقاومة الشعبية في الشرق السوري لتضييق الخناق على الاحتلال، وأميركا تدرك ذلك وتراه قريباً بعد تواءم القرار الشعبي مع القرار الرسمي”.
وتابع “واشنطن تبحث عن بديل لوجودها المباشر عبر ميليشيات تابعة لها، وعلى رأسها قسد، وبالتالي الهدف من الاقتتال الداخلي بين الميليشيات، هو إيجاد فصيل واحد بالمنطقة، إلى جانب قسد، وذلك لمقاتلة الجيش العربي السوري وحلفائه”.
وأكد “خليق”.. “لا نستبعد أبداً حصول مواجهات بين المقاومة الشعبية من أهالي وعشائر المنطقة الموالين لسورية دولةً وشعباً، ضد الميليشيات التابعة للاحتلال الأميركي، وهذا الأمر سيكون مزعجاً لواشنطن”.
وكانت مصادر “داما بوست” أكدت أن قرار عزل “أبو خولة” قائد مجلس دير الزور العسكري، قد وقعه مظلوم عبدي، إلا أنه لم يصدر علناً، ما زاد من حدة التوتر بين المجلس والميليشيا التي يتبع لها.
وذكرت المصادر أن القوات الأمريكية استنفرت في المنطقة، في محاولة لمنع حدوث صدام مسلح بين الطرفين، خصوصاً أن “أحمد الخبيل” المدعو أبو خولة، يقود أكبر وأقوى تشكيل عسكري تابع لقسد بدير الزور، عمل مؤخرًا بشكلٍ كبير، على أن يكون شيخاً وأميراً على أبناء عشائر “زبيد”، في محاولة منه لكسب ولاءات وجهاء وشيوخ وأبناء العشائر، في أي حرب قد يخوضها، ضد أي عدو كان وقد يكون نجح في ذلك نسبيًا، ما دفع قيادة قسد، لإقالته.
وساءت سمعة المجلس مؤخراً بشكل كبير في المناطق التي يسيطر عليها، مع ارتكاب عناصره لممارسات سيئة بحق السكان، ناهيك عن انتقال الخلافات إلى داخل صفوفة، حيث كشفت المعلومات عن تنفيذ مقربين من متزعم المجلس عملية اغتيال بحق أحد عناصره المدعو معن الجابر وأحد المقربين منه أيضاً.