داما بوست | جعفر مشهدية
تحولت السماء السورية خلال الشهرين الأخيرين لساحة مواجهة باردة بين الطيران الحربي الروسي والأميركي، رغم وجود اتفاقية بين الطرفين تنظم التحليق الجوي للطيران الحربي في سورية.
وخرقت الولايات المتحدة الاتفاقية مع روسيا عشرات المرات خلال الشهرين الأخيرين، وحلقت فوق أماكن المناورات الروسية السورية، إضافة لتهديدها سلامة الطيران المدني.
واعترض الطيران الأميركي في أكثر من موقف الطيران الروسي خلال عمليات تحليقه في سماء سورية، كما ردت موسكو بذات الأمر حيث حلقت طائرة مقاتلة روسية خلال الأيام الماضية بحسب وسائل الإعلام، قرب طائرة استطلاع أميركية في الأجواء السورية، ما أجبرها على الطيران بشكل مضطرب.
ويؤكد المحلل السياسي الدكتور إبراهيم القاسم لـ “داما بوست” أن “حدة الاحتكاكات بين أميركا وروسيا ارتفعت بعد نشوب الحرب الأوكرانية، وخصوصاً آخر شهرين، حيث أغلقت موسكو الخط الساخن بين القيادتين العسكريتين للبلدين المتعلق بتنسيق الرحلات العسكرية الجوية في السماء السورية”.
وتابع “بعد هذه الخطوة الروسية تصاعدت التوترات، حيث أعلنت قاعدة حميميم قيام طيران التحالف وأميركا بأكثر من 200 خرق ضد طيران روسي، وبالمقابل أعلن الاحتلال الأميركي عن 50 خرق مشابهة نفذه الطيران الروسي، ولكن كل هذه الاحتكاكات منضبطة بين البلدين، ولا تتعدى شكل استعراض العضلات، أو المواجهة الباردة، وكلما اشتد الصراع في أوكرانيا اشتد في سورية لكن بشكل مضبوط”.
ويعتقد “القاسم” أن هذا الانضباط كثيراً، خصوصاً إذا حدث تصادم كبير في أوروبا، وسينعكس ذلك على وجه الصراع في سورية، أو إذا حدث تصعيد غير محسوب بين القوتين، في النهاية الأمور مفتوحة على جميع الاحتمالات”.
يذكر أن روسيا وقعت مع الولايات المتحدة الأميركية في 20 تشرين الأول 2015، مذكرة تفاهم من شأنها تفادي الحوادث التي من الممكن أن تقع بين الجانبين، خلال العمليات التي تنفذانها فوق سورية، وتسمى “مذكرة السلامة الجوية”.