فرنسا تستثمر في انفصالية “قسد”.. ما الدور الذي تبحث عنه باريس؟
داما بوست | الهام عبيد
سارعت ميليشيات “قسد” لطرق باب فرنسا، منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها الولايات المتحدة الأمريكية عزمها سحب قواتها المتواجدة في سورية، في زمن الرئيس السابق “دونالد ترامب”.
ولم تتوانى فرنسا عن الاستجابة لاستغاثة الأخيرة، وأعلنت دعمها لها بعد اجتماع الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” مع ممثلي الانفصاليين الانعزاليين في باريس عام 2019.
واستمر الدعم الفرنسي لــ “قسد” حتى مع الإبقاء على قوات الاحتلال الأمريكي في مناطق سيطرتها، آخره الوفد الفرنسي الذي دخل الشمال الشرقي في 10 تموز/ يوليو الحالي بالتنسيق مع “المجلس التنفيذي التابع لـما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية”.
الدخول غير الشرعي للوفد الفرنسي واجتماعه بالتنظيمات الانفصالية، أدانته الخارجية السورية كونه “انتهاك سافر لأبسط القوانين والأعراف الدولية” فضلاً عن أنه شراكة فرنسية كاملة في العدوان على سورية من خلال دعمها للمجموعات الإرهابية والميليشيات الانفصالية”.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها الدور التخريبي والعداء الفرنسي لسورية، ففضيحة معمل “لافارج” للإسمنت لازالت تلاحق الحكومة الفرنسية رغم إغلاقه عام 2014.
وفي هذا الإطار يرفض المحلل السياسي “محمد هويدي” فصل الدور الفرنسي عن الدور الأمريكي، فبمجرد تعهد الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للانفصاليين في الشمال الشرقي، على فرنسا دعمهم أيضاً فهي أداة لتنفيذ أجندات الأمريكي كغيرها من الدول الغربية.
وأضاف الهويدي في حديثه لـ “داما بوست”.. “حاولت فرنسا خلال الــ 30 عاماً الماضيين من دعم الانفصاليين سواء في سورية أو حتى تركيا، لكنها لم تحقق تقدماً سياسياً في هذا المجال، وفشلُ مديري “لافارج” جعل باريس تبحث عن بوابة أكبر لإبراز دورها على الساحة السورية، لتجد في “قسد” تلك البوابة بسبب تأثيرها الكبير بعد دخولها تحت الغطاء الأمريكي”.
وعن زيارة الوفد إلى الشمال الشرقي بين “هويدي” أن توقيت الزيارة تزامن مع المشروع الأمريكي الهادف لربط “قسد” الانفصالية مع ميليشيات أخرى محلية مرتبطة بالأمريكي بهدف إنشاء حزام في تلك المنطقة بالتنسيق مع ما يسمى بــ “جيش سوريا الحرة” واصفاً إياها بالمشاغبة التي تجري في المنطقة مضافة إلى المشاغبات الأمريكية والغربية الأخرى للضغط على الدولة السورية وحلفائها.
ورأى أن “تعزيز التنسيق بين فرنسا و “قسد” يبعث برسائل ليس فقط إلى سورية، بل حتى تركيا في محاولة لضرب أمنها القومي سيما أنها تناكفها في ملفات عدة “.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الخلاف الفرنسي التركي بدأ بانضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي، والذي رفضه الرئيس الفرنسي الأسبق “نيكولا ساركوزي” قائلاً “استحالة انضمام بلد فيه 80 مليون مسلم إلى الاتحاد” فضلاً عن قضية مزاعم مذبحة الأرمن، وملفات أخرى كالليبي والسوري وقضية استغلال موارد شرقي المتوسط.
وعن تأثير فرنسا في الحرب على سورية يؤكد “هويدي” أن وضعها الحرج محلياً ودولياً لن يسمح لها أن تلعب دوراً كبيراً في تغيير موازين القوى في سورية، وكل ما تفعله هو عبارة عن “حركات استعراض” ستسقط عاجلاً أم آجلاً كما سيسقط مشروع “قسد” في ظل وجود الجيش العربي السوري والقوات الحليفة، ورفض المدنيين من عرب وكرد لما تقوم به الميليشيات الانفصالية من انتهاكات ابتداءً بالتجنيد الإجباري ووصولاً إلى الواقع المعيشي السيء الذي يلقي بظلاله على مناطق سيطرتها.