عبارات تهديدية تثير القلق في قطنا وتعيد شبح التوتر الطائفي إلى الواجهة
شهدت مدينة قطنا بريف دمشق حادثة مثيرة للقلق، بعد أن قام مجهولون بكتابة عبارات تهديدية على واجهات عدد من المحال التجارية تعود لمواطنين من أبناء الطائفة الدرزية، تضمنت عبارات مثل: “راجعين”، و”درزي يهودي”، و”لا تفتح دمك مهدور”، ما أثار حالة من التوتر والخوف بين السكان، في منطقة سبق أن شهدت توترات أمنية ومجتمعية مشابهة، من بينها حادثة إطلاق نار استهدفت أحد أصحاب المحال أثناء محاولته فتح متجره، وأُصيب على إثرها في ساقيه.
وتأتي هذه التطورات وسط دعوات متزايدة لضبط النفس، في محاولة لتجنب تفاقم الوضع وإعادة إنتاج مشاهد الصدام الطائفي.
وفي سياق متصل، وثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل شابين في الأول من حزيران الجاري، جراء عملية إعدام ميداني نُفذت بعد ثلاثة أيام من اعتقالهما من قبل عناصر تابعة لـ”الأمن العام”، في أعقاب الأحداث التي شهدتها قطنا، وقد تم تسليم جثماني القتيلين لاحقاً إلى ذويهم في المستشفى الوطني بالمدينة، ما أثار استنكاراً واسعاً في أوساط المجتمع المحلي.
وفي وقت سابق، أقدم مسلحون مجهولون يستقلون دراجات نارية على توزيع منشورات ورقية تهديدية في محافظة حمص، مستهدفة أبناء الطائفة العلوية، وظهرت هذه المنشورات في قرى فلة، القانقية، الشرقلية، القبو، والشنية، متضمنة تهديدات مباشرة بالقتل، الأمر الذي زرع حالة من الذعر والقلق بين السكان.
وليست هذه الحوادث معزولة، إذ سبقها في شهر أيار الماضي العثور على منشورات مشابهة في مدينة طرطوس، وتحديداً على جدران المطرانية المارونية، حاملة عبارات تحريضية ذات طابع ديني متطرف، من قبيل: “اعتنقوا الإسلام أو ادفعوا الجزية”.
وتثير هذه التطورات المتلاحقة مخاوف حقيقية من تنامي خطاب الكراهية وعودة أجواء الاحتقان الطائفي، ما يستدعي تحركاً عاجلاً من الجهات الرسمية والأهلية لتفادي الانزلاق نحو العنف، وحماية النسيج المجتمعي الهش في العديد من المناطق السورية.
اقرأ أيضاً: إعدام 13 مدنيًا من الطائفة العلوية في دمشق وحماة
اقرأ أيضاً: تقرير استخباراتي ألماني سري: سوريا لا تزال “بالغة الخطورة” رغم التغييرات السياسية