داما بوست – ترجمة: لين أبوزينه| لا تزال أزمة الهجرة على الحدود الأمريكية – المكسيكية مع ولاية تكساس تشعل شرارة المجتمع الأميركي دون أية حلول بين الأطراف المتعارضة للتوصل إلى حل.
ويتمحور الخلاف حول من له السلطة على هذا الجزء من الحدود مع المكسيك، بإشارة إلى منطقة إيغل باس التي أصبحت حلبة نزال سياسي، أقحمت نفسها في جدال الانتخابات الأمريكية القادمة والمعركة الدائرة بين المرشحين الرئيس الأسبق دونالد ترامب والحالي جو بايدن.
وعبر المدعي العام في ولاية ميسوري والمحارب القديم بالجيش الأمريكي، أندرو بيلي، عن رأيه بأزمة الحدود بأن الحدود السورية في عام 2005 كانت أكثر أمناً من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك الآن”.
وقال بيلي: “بعد 11 سبتمبر، ساعدت في تأمين الحدود بين العراق وسوريا، وكانت تلك الحدود في عام 2005 أكثر أماناً من الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة في عام 2024”.
جملة فجرها العسكري القديم خلال مقابلة له في برنامج “مورنينغ ويذ ماريا” على قناة “فوكس بيزنس”، رداً على تقرير صدر مؤخراً عن صحيفة “نيويورك بوست” يزعم بإلقاء القبض على مهاجر لبناني أثناء محاولته عبور الحدود في تكساس.
مشروع قانون أمن الحدود وحلول بايدن التجميلية
على مدى الأشهر القليلة الماضية، واصل الجمهوريون انتقاد إدارة بايدن بسبب تعاملها مع الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وتدفق المعابر غير الشرعية للمهاجرين.
دعم بايدن مشروع قانون من الحزبين لأمن الحدود، والذي قوبل بمقاومة قوية من الجمهوريين في مجلس النواب، مما يؤكد الخلاف السياسي المحيط بسياسات الهجرة.
كما أثار قرار بايدن بزيارة براونزفيل بولاية تكساس لإجراء تفتيش على الحدود انتقادات، حيث شكك المنتقدون في صدق الزيارة في مواجهة قضايا الهجرة المستمرة.
وفقًا لبيانات هيئة الجمارك وحماية الحدود، في يناير، كان هناك أكثر من 170 ألف لقاءاً للمهاجرين غير الشرعيين على الحدود البرية الجنوبية الغربية للبلاد.
ويمثل هذا الرقم انخفاضاً عن شهر ديسمبر، الذي شهد أكثر من 300 ألف لقاء مع مهاجرين غير شرعيين. ومع ذلك، فإن رقم شهر يناير لا يزال أعلى مما كان عليه في السنوات السابقة.
دعا الجمهوريون الرئيس جو بايدن إلى استخدام الإجراءات التنفيذية للرد على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، لكن الرئيس قال سابقاً إنه فعل كل ما في وسعه بشأن الوضع.
كما حث بايدن الكونجرس على تمرير مشروع قانون لأمن الحدود من الحزبين والذي واجه انتقادات شديدة من الجمهوريين في مجلس النواب.
ترامب وجريمة بايدن للمهاجرين
أما الرئيس الجمهوري السابق ترامب لايزال يصر على تحميل منافسه مسؤولية أزمة الهجرة، قال من مدينة إيغل باس في تكساس: “لقد التقط حاكم ولاية تكساس الكرة، وقاموا بعمل رائع”، في إشارة إلى استمرار العمل بسياسات الحد من الهجرة رغم خسارته للانتخابات الرئاسية السابقة.
وكرر ترامب اتهاماته للأشخاص الذين يعبرون الحدود الجنوبية بشكل غير قانوني بأنهم “مجرمون” يعانون من “مشاكل في الصحة العقلية”، وقال: “إنهم يأتون من السجون ومن مصحات عقلية.. يأتون للجوء وهم إرهابيون”.
واتهم ترامب خلفه بايدن بأنه سبب الأزمة واصفاً إياها بـ”جريمة بايدن للمهاجرين”.
من جهته، يؤكد البيت الأبيض أن الحزب الجمهوري يتعمد تخريب أي محاولة للتوصل إلى تسوية بشأن هذه القضية وأن ترامب لا يرغب في منح انتصار سياسي لجو بايدن في عام الانتخابات.
وكان تم احتجاز أكثر من 6.3 مليون مهاجر أثناء عبورهم إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني خلال فترة وجود بايدن في منصبه، وهو رقم أعلى مما كان عليه في دورات أسلافه السابقين، على الرغم من أن الخبراء يعزون ارتفاع الأرقام لأسباب معقّدة، وأنَّ بعض العوامل سبقت حكومته.