تعرّف على ميزان السعادة

داما بوست – مارينا منصور| هل فكرت يوماً كيف نشعر بالسعادة؟ وما هي الآليات التي تجعل جسمنا يساعدنا على الإحساس بهذا الشعور؟ وإذا كنا قادرين على التحكم بسعادتنا، فكيف نزيدها؟

يتحكم المخ بجزء كبير من سعادتنا، عن طريق إفراز هرمونات ونواقل عصبية تعزز هذا الشعور لدى الإنسان.

في اليوم العالمي للسعادة، اعرف ماذا عليك أن تفعل لتزيد الهرمونات التي تتحكم بسعادتك.

الدوبامين

الدوبامين ناقل عصبي، وهو عبارة عن اتصال أو إشارة تشبه الهرمونات التي تنتقل عبر الجهاز العصبي، وتأثيره يجعلك تشعر بالمتعة، إذ يُطلق عليه “هرمون المكافآت”، أي عند إنجاز أو إتمام فعل معين، يكافئك الدماغ بإفراز الدوبامين.

يمكنك زيادة إفراز الدوبامين بعمل قائمة “TO DO LIST” بالأشياء التي تريد إنجازها، وحاول تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة أو خطوات معينة لتقوم بعمل إشارة أمام كل مهمة أنهيتها، لتحصل على دفعة من الدوبامين.

كما أن السلوكيات الإدمانية على فعل ما، تؤدي إلى تزويد الهرمون بشكل كبير، فهو يعطي الشعور بالحيوية، وهذا سبب شعور المدمن على المخدرات “كالكوكائين” بالسعادة المفرطة، أي السبب الرئيس هو الدوبامين وليس المخدر، فالمخدر يحفز الجسم على زيادة إنتاج الدوبامين.

نقصه يسبب التعب وفقدان الشخص لهدفه، والميل للإدمان، وحدوث مشاكل مزاجية، والإصابة بالتوتر والاكتئاب والرعاش وغيرها من المشاكل، ومن أسباب نقصه، الإفراط في تناول الكافئين لأنه يسبب استنفاد الدوبامين، فالكافئين يحسّن المزاج في البداية لكن عند الإفراط في تناوله يقل تأثير الدوبامين.

وهناك عدة أشياء تقلل الدوبامين أيضاً منها، الكحول والسكر، وانخفاض أحماض المعدة، فلا تستطيع هضم البروتينات عموماً، وبهذا يحدث اضطراب في إنتاج النواقل العصبية، وتتمثل أعراض نقص أحماض المعدة في حرقة المعدة وارتجاع الحمض وعسر الهضم.

وتفرز الغدة الكظرية الدوبامين، فإذا كانت منهكة لن تنتج المستوى المطلوب منه، لذلك يسبب التوتر المزمن نقص الدوبامين.

لتحفيز الدوبامين وزيادته بالطرق الطبيعية إليك بعض النصائح:

لا تفرط في تناول الكافئين أو الكحول.

امنع السكر.

خفف من التوتر والقلق.

تعرّض للشمس لتزيد فيتامين دال.

مارس الرياضة.

هرمون السعادة “السيروتونين”

الهرمونات هي جزيئات إشارة تنتقل عبر الجسم، ويتم استهلاكها بشكل مستمر، لذلك يجب القيام بأفعال معينة للمحافظة على توازن إفراز هذه الهرمونات.

ينتج السيروتونين من الدماغ والأمعاء، ويساهم في الشعور بالسعادة وتعزيز المزاج، كما أنه يقلل الرغبة في تناول الكربوهيدرات، ويساعد على التركيز، ويحد من الشعور بالقلق، وهو هرمون يرتبط بالشعور بالفخر والثقة بالنفس، لذلك يزداد عندما يفعل الإنسان شيئاً يشعره بالفخر.

نقصه يؤدي لاضطراب بالمزاج، واكتئاب وقلق، واضطرابات في النوم، وضعف في الذاكرة، ويؤثر على تقدير الذات، ولتعزيزه يجب أخذ “التربتوفان” وهو حمض أميني يتحول إلى سيروتونين، ويجب أخذه على معدة فارغة لأن اجتماعه مع البروتين يؤدي لاستبعاده وعدم امتصاصه، وينصح بتناوله قبل النوم مباشرة لأنه يساعد على النوم.

الرياضة تساعد في تحويل التربتوفان إلى سيروتونين، والتعرّض للشمس للحصول على فيتامين دال ضروري لزيادة السيروتونين، وهذا سبب حدوث الاكتئاب عند نقص فيتامين دال.

الأمعاء تنتج الكثير من السيروتونين وهناك علاقة وثيقة بين صحة الأمعاء وصحة الدماغ، و”البروبيوتيك” أو البكتيريا الحميدة تساعد على تعزيز التربتوفان، وهي موجودة في المخللات والخضروات المخمرة.

“المسّاج” يساعد على تعزيز السيروتونين، وتقليل الكورتيزول، فجميع ما يزيد الكورتيزول يثبط السيروتونين ولهذا ينبغي الحد من التوتر قدر الإمكان.

أيضاً الصيام يساعد إلى حد كبير في تعزيز السيروتونين، فقد أثبتت دراسات أن الأشخاص الذين يصومون لفترات طويلة ينخفض معدل الاكتئاب لديهم.

الإندروفين

هو هرمون يُفرز عند الإحساس بالألم، فعند الجري مثلاً قد تشعر بألم في العضلات فيفرز الدماغ الإندروفين لتسكين الألم، فتشعر بالنشوة والسعادة.

للمحافظة عليه حافظ على نشاط جسدي بشكل دوري كممارسة الرياضة أو الجري يومياً.

الأوكسيتوسين

يطلق عليه اسم “هرمون العناق”، إذ يؤدي العناق إلى إفراز هرمون الأوكسيتوسين ويشعرك بالأمان والهدوء والسكينة والسعادة.

ولزيادة إفرازه احرص على أن تكون دائرة علاقاتك تحوي ناس تشعر معهم بالثقة والاطمئنان.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر