داما بوست- عمار ابراهيم| أثيرت تساؤلات بعد إعلان وزارة الكهرباء عن تعرض أحد خطوط التوتر العالي في دير علي – عدرا 400 ك.ف غرب محطة توليد كهرباء تشرين بحوالي 2 كم، لاعتداء وسرقة أمراس ألمنيوم فولاذ مع متممات السلاسل الحاملة للنواقل تزن 100 طن قيمتها ما يقارب 4 مليار ليرة سورية، ما أدى لخروج الخط عن الخدمة.
ولاقى هذا الإعلان استنكاراً واسعاً على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل متابعون عن كيفية حصول سرقة كهذه دون معرفة مباشرة بها، حيث تتطلب عمليات سرقة كهذه إمكانيات كبيرة ووقتاً طويلاً.
وحول وقوع هذه الحادثة، قال الأستاذ في كلية الاقتصاد الدكتور عابد فضلية لشبكة “داما بوست” إن: “وقوع حالات مشابهة سابقاً ومنها سرقة كابلات نقل التيار الكهربائي منذ يومين في طرطوس، والحادثة المشابهة التي سبقتها منتصف شهر كانون الثاني، واللتان تم فيهما سرقة حوالي 184 طناً من الأسلاك التي قدرت قيمتها بأكثر من 12 مليار ل.س، وإذا أضفنا إلى هذه الارتكابات ما تمت سرقته من الكابلات في حلب نهاية عام 2016، والسرقات المستمرة والمتجددة والمتكررة في أماكن أخرى، ومنها سرقة كابلات كهرباء وهاتف في اللاذقية، وحديد والتصوينة المعدنية لمنشآت المدينة الرياضية في حمص، فيمكننا القول إن ما يحدث ليس فقط ارتكابات جنائية بل جرائم لعصابات منظمة، وليس مجرد سرقة لأشياء، بل عمليات تخريبية وتدميرية”.
وتابع الدكتور “فضيلة”: “ويتم تنفيذ تلك العمليات بوقاحة شبه علنية وبتحد سافر لأمن الدولة الاقتصادي الذي طال هيبتها، وأساء إلى حقوق وأمن وأمان المجتمع وإلى كبرياء المواطن السوري”.
الاعتداء على خطوط التوتر العالي يستوجب الملاحقة الأمنية
وأكد الخبير الاقتصادي أن: “هذا الحال يتطلب من الجهات الأمنية التحرك الفوري، فنحن أمام عصابة منظمة، وليس فقط أمام ثلة من السارقين، واتخاذ إجراءات أمنية استثنائية “حديدية” تكون على مستوى استثنائية وضخامة وأبعاد الحدث وأضراره التي تتعدى السلب المادي إلى ما فوق القصد التخريبي”.
ولفت الدكتور “فضيلة” إلى : “أهمية إشراك القادرين في المجتمعات المحلية بدعم منظم لجهود القوات الأمنية كضرورة مجتمعية مرحلية وكواجب عليهم وحق لهم، والتعامل مع هذه الجرائم وتبعاتها ومقاصدها على مستوى الوطن وليس فقط في دائرة الحدث”.
ونوه الدكتور خلال حديثه إلى أن: “الملفت في الموضوع هو سرقة متممات السلاسل الحاملة للنواقل، أي أن الأمراس الكهربائية المسروقة لن يتم صهرها لبيعها كمعدن، بل لاستخدامها في نقل التيار الكهربائي، وسرقة هذه الكمية من الأمراس ولفها وتحميلها وشحنها وفك وسرقة متممات السلاسل الحاملة للنواقل، لا يمكن (بل من المستحيل) أن تكون قد تمت خلال يوم أو ليلة واحدة، بل استغرق كل ذلك حتما عدة أيام من التحضير للخطوة الأخيرة، وهي التحميل والشحن، والسؤال: من هو الشخص أو الأشخاص الذين يمكنهم فعل ذلك دون لفت انتباه أحد”.
وعن الخسائر الناجمة عن تلك السرقة، أشار فضلية إلى أنها: “فادحة جداً ولكنها لا تقتصر على الجانب المالي فقط بل لها جوانب أخرى غير مادية وهي أكثر إضراراً من قيمة المسروقات، كخسائر فوات فرصة الاستفادة الاقتصادية والمعيشية التي خسرتها آلاف العائلات في المناطق المحيطة، وستمتد هذه الخسائر لأسابيع إلى أن تتم صيانه الشبكة ومد خطوط كهربائية جديدة”.
وكانت بينت وزارة الكهرباء أن قيمة المسروقات التي طالت الخط بلغت مايقارب 4 مليار ليرة سورية، ما أدى لخروج الخط عن الخدمة، وأوضحت ان هذا الاعتداء لن يؤثر على واقع التقنين الكهربائي واستقرار الشبكة الكهربائية، وتقوم ورشات المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء بأعمال الإصلاح على هذا الخط لاعادته إلى الخدمة.
وتشهد مختلف المحافظات وقوع حوادث سرقة لامراس الشبكة الكهربائية وبشكل خاص خلال ساعات الليل من قبل عصابات امتهنت هذا العمل بقصد “التنحيس” والاتجار بتلك المسروقات، وإلحاق الضرر بالمواطن بالدرجة الأولى.