ريف دمشق..”الأمن السياسي” يشن حملة اعتقالات وتهجير في قرية كفرقوق
تواجه قرية كفرقوق في ريف دمشق تصعيداً أمنياً خطيراً، وسط اتهامات لمسؤولين أمنيين ومحليين بالتورط في حماية مطلوبين بقضايا قتل، وممارسة ضغوط ممنهجة تهدف إلى تهجير عشرات العائلات قسراً من منازلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم.
تستر أمني على مطلوبين للعدالة
كشفت مصادر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن تورط مدير منطقة قطنا في تقديم الحماية لمتهمين بجريمة قتل وقعت في القرية قبل عام.
وأكدت المصادر أن المشتبه بهما، ظافر النعماني وأحمد حسان النعماني، لا يزالان طليقين رغم وجود مذكرة إحضار رسمية صادرة عن المحامي العام بريف دمشق، بينما يتواجد المتهم الثالث، وسام حسام النعماني، في لبنان.
وتشير المعلومات إلى أن ظافر النعماني يتمتع بحماية أمنية استثنائية، حيث شوهد يدخل ويخرج من مراكز أمنية دون توقيف
بل وأفادت أنباء عن تخصيص مكتب له داخل أحد المباني الأمنية في المنطقة، مما يعكس تواطؤاً مباشراً من قبل بعض القيادات الأمنية.
اعتقالات انتقامية تحت ذريعة “النظام السابق”
في خطوة وُصفت بالانتقامية، شن فرع الأمن السياسي حملة اعتقالات طالت أربعة مواطنين من أبناء عمومة ضحية جريمة القتل، وذلك عقب مطالبتهم بمحاسبة القتلة في ذكرى مرور عام على الجريمة.
وبحسب الأهالي، فإن هذه الاعتقالات جرت دون مذكرات قضائية واعتمدت على تهم واهية، منها “الارتباط بالنظام السابق”، وهي الذريعة التي تُستخدم الآن كأداة للضغط النفسي والمادي على ذوي المعتقلين.
مخطط التهجير القسري: اجتماعات “دار المختار”
تجاوزت الانتهاكات سياق الاعتقال إلى محاولات تغيير ديموغرافي محلي؛ حيث دعا مدير منطقة قطنا، وبحضور ظافر النعماني، وجهاء القرية لاجتماع في “دار المختار”.
وخلال الاجتماع، عُرضت ورقة جاهزة (إفادة خطية) تُلزم الحاضرين بالموافقة على طرد نحو 20 عائلة من القرية وإجبارهم على التنازل عن ممتلكاتهم.
تصعيد عسكري وترهيب ميداني
لم تتوقف الضغوط عند الأوراق “المفبركة”، بل انتقلت إلى التهديد المباشر بالسلاح.
حيث أفادت تقارير محلية بقيام مجموعة مسلحة يقودها ظافر النعماني بمهاجمة أحد المنازل في القرية بالقنابل اليدوية، في محاولة صريحة لبث الرعب وإجبار السكان على الرحيل القسري تحت وطأة السلاح.
تعيش كفرقوق اليوم حالة من الاحتقان الشعبي والغضب تجاه سياسة “الخيار الأمني” التي تفضل حماية المتورطين بجرائم جنائية على حساب حقوق المواطنين وأمنهم، وسط مناشدات لوقف عمليات التهجير والاعتقال التعسفي.
اقرأ أيضاً:قرار بإيقاف دروس عبد الرزاق المهدي في مساجد ريف دمشق يثير جدلاً واسعاً بين الأوساط الدينية
اقرأ أيضاً:معاريف: إسرائيل في سوريا بلا استراتيجية.. ارتباك وحرب استنزاف لخدمة نتنياهو