أداء وزير الثقافة السوري تحت مجهر الانتقادات الشعبية

يواجه وزير الثقافة في الحكومة الانتقالية، محمد ياسين صالح، موجة من الانتقادات التي اجتاحت الشارع السوري.

السوريون الذين يتابعون أداء المؤسسات التي لوزارة الثقافة ، أعربوا عن استيائهم من سلسلة من الحوادث والتصريحات التي اعتبرها الكثيرون لا تتناسب مع حساسية المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد.

ملف السرقات: من المتحف الوطني إلى الوثائق التاريخية

كانت حادثة سرقة مركز الوثائق التاريخية في دمشق نقطة تحول في نظرة الجمهور لأداء الوزارة، حيث فُقدت سجلات هامة تمثل جزءاً من الأرشيف الوطني.

وزاد من حدة الانتقادات الظهور الإعلامي للوزير للتعليق على الواقعة، حيث اعتبر رواد مواقع التواصل أن أسلوبه اتسم بـ “البرود” والتبسيط، خاصة عند قوله إن “كل شيء في العالم معرض للسرقة”، وهو ما رآه المتابعون رداً غير كافٍ أمام ضياع وثائق لا تقدر بثمن.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طالت الانتقادات غياب إجراءات الحماية الصارمة في المتحف الوطني بدمشق الذي طالته أعمال سرقة وتخريب قبل مدة، وصولاً إلى الحادثة التي تم تداولها اليوم على نطاق واسع حول اختفاء تمثال “بولس الرسول” أمام “كنيسة مار بولس” في منطقة باب شرقي بمدينة دمشق.

هذه الحوادث المتكررة في قلب العاصمة دفعت الكثيرين إلى التساؤل عن خطط الوزارة في حماية الرموز التاريخية والدينية وعن جديتها في ذلك.

خطاب “مثير للجدل” وانقسام في الآراء

إلى جانب الملف الإداري وأمن المراكز التابعة لوزارة الثقافة ، سبق أن رصد متابعون تصريحات للوزير وُصفت بأنها تحمل نبرة “طائفية” تجاه المكون العلوي، وهو ما أثار حفيظة شريحة واسعة من الناشطين في حينها.

اعتبر منتقدوه أن الوزيرمحمد صالح، بصفته مسؤولاً عن ملف الثقافة، يجب أن يتبنى خطاباً جامعاً يساهم في تعزيز السلم الأهلي، بدلاً من إطلاق تصريحات قد تُفهم على أنها تساهم في تكريس الانقسام وتجاهل التنوع الذي يميز المجتمع السوري.

الجدل اللغوي: السريانية والتأصيل التاريخي

ختام هذه السلسلة من الانتقادات كان اللقاء التلفزيوني الذي تناول فيه الوزير اللغة السريانية وأصل تسمية سوريا.

الوزير صالح اعتبر أن السريانية هي “لهجة عربية قديمة”، وهو ما قوبل بردود أفعال أكاديمية وشعبية واسعة.

وأصدرت مؤسسة “أولف تاو” للغة السريانية بياناً فنّدت فيه هذه الادعاءات، مؤكدة أن السريانية لغة سامية مستقلة وليست فرعاً من العربية.

واعتبر ناشطون أن هذه المعلومات “غير دقيقة” وتمس هوية مكون أصيل من الشعب السوري، مما عرض الوزير لسخرية وانتقادات طالت كفاءته المعرفية في إدارة الشأن الثقافي.

متى تصبح الاستقالة ثقافة؟

تضع هذه السلسلة من السقطات الحكومة الانتقالية أمام تساؤل الشارع الملحّ: متى سنرى مسؤولاً يمتلك الشجاعة للاعتراف بالفشل وتقديم استقالته؟

إن غياب مبدأ المحاسبة والتمسك بالمنصب رغم الأخطاء الفادحة في ملفات الهوية والأمن الثقافي، يعيد إنتاج سياسات الماضي، في وقت ينتظر فيه السوريون نهجاً جديداً يحترم وعيهم ويضع مصلحة الوطن فوق الكراسي والمناصب.

 

اقرأ أيضاً:غضب واسع بعد ظهور وزير الثقافة السوري مع متهم بارتكاب مجازر في السويداء

اقرأ أيضاً:تصريح يثير العاصفة… “وجه سوريا الدبلوماسي” تحت نيران الانتقادات الشعبية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.