الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي.. هل يدخل في خدمة التطرف؟
شبح الإرهاب الرقمي.. كيف تحول “العقل الاصطناعي” إلى سلاح ذو حدين؟
في الوقت الذي يتسابق فيه العالم لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي كقاطرة للاقتصاد والبحث العلمي، يبرز على السطح تساؤل مرعب بدأ يقض مضاجع الأجهزة الأمنية: هل تنجح الجماعات المتطرفة في تطويع هذا “الذكاء” لصناعة الخوف؟ التحذيرات الصادرة مؤخراً لم تعد مجرد سيناريوهات من أفلام الخيال العلمي، بل تحولت إلى نقاشات جدية داخل أروقة الاستخبارات الدولية، وسط مؤشرات تؤكد أن التنظيمات الإرهابية بدأت بالفعل في اختبار قدرات هذه النماذج لتسريع أعمال العنف وتجنيد الشباب رقمياً بذكاء يفوق البشر.
من القنبلة المادية إلى العبوة الرقمية.. كيف يتم خداع الخوارزميات؟
يكشف خبير الذكاء الاصطناعي، ماركو مسعد، عن ثغرة أمنية صادمة؛ فرغم أن الأنظمة الذكية مبرمجة لرفض الإجابة عن أسئلة تتعلق بصناعة المتفجرات، إلا أن “الالتفاف” عليها ممكن عبر إعادة صياغة الأسئلة بطرق ملتوية. هذا التلاعب يسمح للجماعات الإرهابية بالوصول إلى معلومات حساسة حول نقاط ضعف البنية التحتية وكيفية تقليب الرأي العام عبر صور وأخبار مزيفة (ديب فيك)، مما يجعل الذكاء الاصطناعي “مضاعفاً للقوة” في يد من لا يملك جيوشاً على الأرض، ولكنه يملك شاشة ولوحة مفاتيح.
هل يكمن الحل في “صراع الآلات” واستخدام الذكاء الاصطناعي ضد نفسه؟
أمام عجز السيطرة البشرية الكاملة، تبرز استراتيجية “الحديد بالحديد يُفلح”، حيث يقترح الخبراء تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة لمراقبة نظيراتها، وتتبع الكلمات المفتاحية، وإصدار إنذارات مبكرة قبل وقوع الكارثة. لكن تظل هذه الحلول “نسبية”، خاصة وأن الشركات المطورة للنماذج تضع “هوس الربح” والمنافسة في المرتبة الأولى، مما يترك فجوة أمنية كبيرة تسمح بتسرب إرشادات خطرة، سواء كانت تتعلق بإيذاء النفس أو نشر الكراهية لتجييش الشعوب.
سباق بين التكنولوجيا والتشريع.. هل فاتنا قطار الحماية؟
الحقيقة المرة التي يواجهها المجتمع الدولي هي أن التكنولوجيا تتقدم بسرعة البرق، بينما تسير التشريعات القانونية ببطء السلحفاة. غياب الإطار التنفيذي الصارم يجعل الحكومات في موقف “المطارد” الذي يحاول تتبع الظاهرة دون الإلمام بعمقها. إن المعركة الحقيقية اليوم ليست ضد الذكاء الاصطناعي كأداة، بل ضد الفراغ الرقابي الذي قد يحول أعظم اختراع بشري إلى أكبر تهديد للأمن العالمي، فهل تتحرك الشركات والحكومات قبل أن تصبح الخوارزميات هي من يكتب أجندة الإرهاب القادمة؟
إقرأ أيضاً : الهواتف الذكية: خطر خفي يهدد أطفالنا بالاكتئاب والسمنة واضطراب النوم
إقرأ أيضاً : أستراليا تحظر “تيك توك” وفيسبوك على الأطفال.. هل تلحق الدول العربية بالركب؟
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام