ومع تجدد العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي لم يسلم من إجرام الاحتلال الصهيوني بشر أو حجر، حيث أدى عدوانه إلى استشهاد وجرح عشرات آلاف الفلسطينيين وتدمير أكثر من 60% من الوحدات السكنية، غير أنه ومثل كل عدوان يقوم به الاحتلال تعمد استهداف وتدمير أكثر من 100 موقع أثري حضري في قطاع غزة أهمها:
المسجد العمري الكبير والذي يعد من أهم وأكبر المساجد التاريخية في فلسطين ويقع في قلب البلدة القديمة في حي الدرج بمدينة غزة، وتبلغ مساحته 4100 متر مربع، ويتميز بهندسة معمارية على الطراز البازيليكي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وكنيسة القديس برفيريوس أيضاً لم تسلم من إجرام الاحتلال، وتعد من أقدم الكنائس الأثرية في البلدة القديمة بغزة، وتقع في حي الزيتون، بُنيت عام 425م على يد القديس برفيريوس.
وأيضاً مسجد السيد هاشم لم يسلم من الهمجية الصهيونية، ويعد أحد المساجد التاريخية المهمة في مدينة غزة يقع في حي الدرج بمساحة تقدر بحوالي 2400 متر مربع، جرى تشييده في العصر العثماني على الطراز المعماري المملوكي، ويضم المسجد ضريحاً أسفل قبته يعتقد أنه قبر السيد هاشم بن عبد مناف الجد الأكبر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أما الكنيسة البيزنطية والتي تعود إلى العهد البيزنطي، قصفها الاحتلال بشكل مركز، وتقع في بلدة جباليا، شمالي القطاع، ويزيد عمرها عن 1600عام، وتعد من أهم المواقع الأثرية في قطاع غزة، ومن أبرز المعالم في بلاد الشام عامة، حيث تحتوي على 16 نصاً تأسيسياً باللغة اليونانية القديمة.
ومسجد الظفر دمري الأثري، الذي دمره الاحتلال بشكل كامل، يعود تاريخ تأسيسه إلى الحقبة المملوكية، إذ أسسه الأمير المملوكي، شهاب الدين أحمد بن أزفير الظفر دمري، في سنة 762هـ، وتبلغ مساحته 600 متر مربع.
واستهدف الاحتلال قصر الباشا الذي يعتبر أحد معالم العمارة الإسلامية، يقع في حي الدرج في الجهة الشرقية من البلدة القديمة، ويعتبر من أغنى المباني التاريخية، إذ يسلط الضوء على تاريخ غزة الغني على مر العصور.
وكان لـ مقام الخضر نصيباً من حقد الصهاينة الذين استهدفوه بصواريخ عدة ودمروه، ويقع هذا المقام في وسط مدينة دير البلح وأسفل هذا المقام يوجد دير القديس هيلاريون أو “هيلاريوس” 278 – 372م الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي.
حتى المقابر كانت ضمن بنك أهداف الاحتلال حيث دمر مقبرة دير البلح أهم المقابر التاريخية والأثرية في غزة، والتي تعكس تاريخ الشعب الفلسطيني على مدى عصور عدة، وتنسب هذه المقبرة إلى ما يسمى “ملوك الفلسطينيين” وتتكون من مجموعة بارزة من التوابيت الفخارية ذات الشكل البشري، وتشكل هذه التوابيت أكبر مجموعة جرى اكتشافها في فلسطين على الإطلاق، وتشبه التوابيت الفرعونية المصرية.
أيضاً دار السقا الأثرية دمرت بشكل كامل، وتقع في حي الشجاعية في الضاحية الشرقية لمدينة غزة، وبُنيت منذ القرن السابع عشر الميلادي عام 1661 في عهد السلطان محمد الرابع بن السلطان إبراهيم.
وشهدت المدارس تدميراً ممنهجاً من قبل الاحتلال حيث استهدف المدرسة الكاميلية، والتي تعتبر المدرسة التاريخية الوحيدة المتبقية في غزة، وتقع في قلب البلدة القديمة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الملك الأيوبي الكامل الذي بناها سنة 653هـ (1237م).
معظم المواقع التي تعمد الاحتلال الصهيوني تدميرها مدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، غير أن الاحتلال المارق الذي لا يعرف سوى لغة الدم والمجازر والإرهاب دمرها جميعها خلال عدوانه الهمجي على قطاع غزة المنكوب والذي أسفر أيضاً عن استشهاد أكثر من 19600 فلسطيني بينهم أكثر من 9000 طفل و 6000 امرأة في حصيلة غير نهائية.