ناشط سوري يروي تفاصيل اعتقاله وتعذيبه في دمشق
أثار اعتقال الناشط السياسي ليث الزعبي على يد قوات الأمن في دمشق جدلاً واسعاً وموجة تضامن كبيرة، بعدما كشف في شهادة علنية عن تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة داخل أحد المراكز الأمنية في العاصمة، وذلك في وقت يأمل فيه السوريون بأن تشكّل المرحلة السياسية الجديدة قطيعة مع إرث الأجهزة الأمنية في الحقبة السابقة.
وفي منشور على حسابه في “فيسبوك”، نشره بعد مغادرته البلاد، عرض الزعبي صوراً توثق آثار الضرب على وجهه وجسده، مشيراً إلى أنه تعرّض لـ الاعتداء بعصي كبيرة وأسلاك معدنية وأخمص بنادق، إضافة إلى اللكمات والركلات التي تركت إصابات واضحة.

اعتقال بلا مذكرة.. وتعذيب منذ اللحظات الأولى
وأوضح الزعبي أن الصورة التي انتشرت له التُقطت بعد أسبوع من خروجه من الاحتجاز، حين بدأت آثار التعذيب تخف تدريجياً. وقال إن هدف نشر شهادته هو توثيق ما جرى وليس مهاجمة الحكومة، داعياً إلى تطبيق إجراءات قانونية واضحة تشمل تحرير محاضر توقيف وتحويل الموقوفين إلى القضاء، مع ضمان محاكمة عادلة.
كما طالب بضرورة وقف التعذيب والحرمان من الطعام والدواء داخل مراكز الاحتجاز، وإنهاء سياسة التغييب القسري، ووضع حد للتهديدات التي يتعرض لها المعتقلون بعد خروجهم.
وخلال مقابلة مع “تلفزيون سوريا” مساء الاثنين، كشف الزعبي أن عملية اعتقاله جرت في 14 أيلول/سبتمبر حين داهمت مجموعة من عناصر “الأمن العام” والاستخبارات منزله في صحنايا بريف دمشق واقتادته بقوة السلاح إلى مخفر الناحية دون إبراز أي مذكرة قانونية أو إبلاغه بالتهمة.
وبمجرد وصوله إلى المخفر – وفق روايته – تعرّض لاعتداء جماعي من عناصر الأمن، باستخدام العصي والأسلاك وأخمص البنادق، ترافق مع شتم وإهانات وصلت إلى حد السبّ للذات الإلهية. وقال إن الضرب ركّز على وجهه وظهره بهدف “تشويهه قدر الإمكان”.
إخفاء قسري في اليوم الأول وغياب أي إجراءات قانونية
وأشار الزعبي إلى أنه لم يخضع لأي تحقيق، وأنه بقي “مخفى قسرياً” خلال يومه الأول داخل المركز الأمني، دون طرح أي سؤال عليه، مضيفاً: “فوجئت أن هذا يحدث في سوريا الجديدة… لم يُعاملوني كموقوف بل كهدف لتعذيب مباشر”.
وكشف أنه لم يُحرر له أي محضر تحقيق أو سجل رسمي طوال فترة احتجازه، لافتاً إلى أن الزنازين كانت تضم معتقلين من مختلف الأعمار والمكوّنات، بينهم أطفال محتجزون مع بالغين، في ظل غياب أي إجراءات قانونية.
تهديدات بعد الإفراج وخروج من سوريا لحماية العائلة
وبحسب الزعبي، فإن تهديدات متعددة وردته عبر أرقام مجهولة بعد إطلاق سراحه، ما دفعه إلى توكيل محامٍ وتقديم شكوى رسمية قبل اتخاذ قرار مغادرة سوريا حفاظاً على سلامته وسلامة عائلته، خصوصاً بعد تعرض والدته لوعكة صحية بسبب صدمة الاعتقال.
وأكد أن قضيته ليست حالة فردية، مشيراً إلى أن سلسلة اعتقالات طاولت عدداً من الشباب في المنطقة خلال الأشهر الماضية، بعضها لأسباب “غير قانونية”، من بينها توقيف شبان حاولوا إسعاف الجرحى في صحنايا خلال أحداث أيار الماضي التي شهدت توترات بين سكان المنطقة من الطائفة الدرزية وجهات أمنية.
اقرأ أيضاً:الوضع الاقتصادي في سوريا 2025: انهيار، تحديات، وفرص إعادة الإعمار