اكتشف علماء فرنسيون وبريطانيون استخدام الفنان والعالم الموسوعي ليوناردو دافنشي تقنية كيميائية متطورة في رسم لوحاته الشهيرة، مثل “الموناليزا” و”العشاء الأخير”.
وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية أن دافنشي كان يخلط صبغة الرصاص البيضاء مع زيت بذر الكتان لإنتاج طبقة سميكة من الطلاء، تساعد على تجفيفه وإضفاء لمعان على اللوحة.
وكشفت الدراسة عن أن هذه التقنية لم يتم استخدامها من قبل فناني عصر النهضة، بل ظهرت في أعمال رامبرانت في القرن السابع عشر.
واستخدم العلماء حيود الأشعة السينية والتحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء لدراسة تركيبة طبقات الطلاء في لوحات دافنشي، واكتشفوا وجود مادة نادرة تسمى بلومبوناكريت، وهي مركب يتشكل من اتحاد الرصاص المؤكسد مع الزيت.
وأوصح جيل واليز، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن هذا المركب يزيد من قوة التصاق طبقات الطلاء، ويرجح أن دافنشي كان يستخدمه عمدًا لإحداث تأثيرات بصرية معقدة.
وأضاف واليز أن دافنشي كان فنانًا وكاتبًا وعالمًا في نفس الوقت، وأنه كان يجرب أساليب جديدة في رسم أعماله “الحية”. وأشار إلى أن دافنشي كان متقدمًا على عصره بشكل واضح، وأن دراساته تساعد على فهم آلية عمله بشكل أفضل.
ولفت والاس، خبير في فن عصر النهضة، إلى أن ليوناردو دافنشي كان يستخدم الملاحظة والتجربة في بحثه العلمي، وأنه كان يسعى دائمًا لتحسين المعرفة في عصره، مشيراً إلى أن هذه التقنية التي اكتُشفت في لوحات دافنشي تظهر قدراته التجارية وابتكاراته في مجال الفن.