مصير المعلّمين المفصولين بعد انتهاء مهلة “التربية”

انتهت، يوم الاثنين الماضي، المهلة التي حدّدتها وزارة التربية والتعليم في سورية لتسوية أوضاع المعلّمين المفصولين تعسفاً منذ عام 2011، في خطوة قالت الوزارة إنّها تهدف إلى إعادة أكثر من 17 ألف معلّم ومعلّمة إلى وظائفهم. لكن أصواتاً من داخل سورية وخارجها عبّرت عن استياء من قصر المدة المحدّدة، وصعوبة استكمال الإجراءات في ظلّ الظروف الحالية.

كانت الوزارة قد أعلنت في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري مواصلة استقبال طلبات المعلّمين المفصولين عبر مديريات التربية في المحافظات، مؤكدة أنّ عملية العودة تستند إلى إحصاءات دقيقة أعدّتها وزارة التنمية الإدارية، وأنّ التسجيل تمّ إلكترونياً لتوزيع الكوادر على المحافظات، حتى تاريخ 15 سبتمبر/ أيلول.

مع ذلك، اشتكى كثير من المعلّمين المقيمين خارج سورية من أنّ الفترة لم تكن كافية لإنهاء ارتباطاتهم والعودة. محمد دالاتي، المعلّم المقيم في تركيا منذ 14 عاماً، قال لـ”العربي الجديد”: “عدد كبير من المعلّمين المفصولين لم يتمكّنوا من تقديم أوراقهم بسبب ضيق الوقت وصعوبة العودة. لديّ ثلاثة أولاد يدرسون في تركيا، فهل أستطيع خلال شهرَين فقط إنهاء كل ارتباطاتي والعودة؟”

الهواجس نفسها عبّرت عنها المعلّمة هند بوشي، المقيمة في قطر، التي فصلت عام 2014، وقالت: “لم ألحق بتقديم الأوراق بسبب ظروف عمل زوجي، ومن حقّنا الحصول على وقت أطول وتعويض عن سنوات الفصل.”

وإلى جانب ضيق المهلة، واجه بعض المعلّمين عراقيل عملية. المعلّم أسامة قاسم ذكر أنّه أوقف عند معبر كسب الحدودي وطُلب منه ورقة “عدم ممانعة” أو إفادة باستقالة رسمية، وقال: “لا أفكّر بالعودة حالياً، فلا منزل لديّ، وراتب المعلّم أقل من قيمة إيجار منزل.”

من جانبها، أكدت وزارة التربية والتعليم في سورية أنّ المهلة التي انتهت في 15 سبتمبر/ أيلول شملت جميع المفصولين داخل وخارج البلاد، وأنّ نحو 17 ألفاً منهم عادوا فعلياً إلى العمل بعد استكمال الإجراءات. لكنها لم تستبعد احتمال تمديد المهلة أو منح استثناءات، مشيرةً إلى أنّ ذلك يرتبط بالظروف وتعليمات الوزارة.

وأضافت الوزارة أنّ المعلّمين الذين يعودون إلى وظائفهم يمكنهم طلب الاستيداع أو الإجازة بلا راتب بعد مباشرة العمل رسمياً، لكنها شدّدت على أنّ من لم يقدّم أوراقه ضمن المهلة “قد يُعتبر مستثنى من العودة” ما لم يصدر قرار جديد بالتمديد أو التسوية وفق ظروف خاصة.

وبينما لا يزال الغموض يحيط بمصير من لم يتمكّنوا من العودة في الوقت المحدّد، تترقّب آلاف العائلات السورية قرارات لاحقة قد تحدّد مستقبل آلاف المعلّمين، بين من استعاد وظيفته فعلاً، ومن ينتظر نافذة جديدة للعودة.

اقرأ أيضاً:جدل واسع في السويداء بعد قرار تجميد عمل نقابة المعلمين

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.