كيف تتعامل الأمهات مع سلوك الضرب عند أطفالهن؟ خبراء يجيبون.
خبراء يجيبون كيف تتعامل الأمهات مع سلوك الضرب عند أطفالهن إنه مشهد يتكرر في الحدائق وملاعب الأطفال: طفل يمد يده على صديقه، أو يضرب شقيقه الأصغر في لحظة غضب. مشهد يبعث على الحرج والقلق لدى الأمهات، خوفًا من أن يكون هذا السلوك بداية لطريق مسدود. لكن هل تعلمين أن هذا الفعل ليس بالضرورة علامة على عدوانية الطفل، بل هو في الغالب رسالة مبهمة يحاول توصيلها؟
في هذا التقرير الخاص، نكشف لكِ الأسباب الخفية وراء هذا السلوك، ونقدم لكِ خارطة طريق عملية للتعامل مع الموقف بهدوء ووعي، بعيدًا عن الصراخ أو العقاب القاسي.
لماذا يضرب الأطفال؟ رسائل صامتة تنتظر من يقرأها
الضرب ليس مجرد فعل، بل هو لغة. لغة يستخدمها الطفل عندما تعجز كلماته عن التعبير. إليكِ أبرز الأسباب:
الغضب والإحباط: إنه لا يجد الكلمات المناسبة ليقول “أنا غاضب” أو “أنا منزعج”.
نسخة طبق الأصل:
قد يكون قد قلد سلوكًا رآه في محيطه، سواء في المنزل، أو بين زملائه، أو حتى في برامج الرسوم المتحركة.
الباحث عن الاهتمام:
بعض الأطفال يكتشفون أن الضرب هو أسرع طريقة لجذب الانتباه، حتى لو كان عن طريق التوبيخ.
قلة الحيلة الاجتماعية:
الطفل لا يعرف كيف يطلب اللعبة التي يريدها، أو كيف يرفض مشاركتها بأسلوب مهذب.
ماذا تفعلين في “لحظة الصفر”؟
عندما يحدث الموقف، يجب أن يكون تدخلك سريعًا وحاسمًا:
أوقفي السلوك فورًا:
امسكي يده بهدوء، واجلسي على مستواه بحيث تكون عيناك في عينيه. هذه النظرة توصل رسالة قوية: “هذا الفعل غير مقبول”.
اسمحي للوضوح بالتحدث:
قولي له بعبارات بسيطة وحازمة: “الضرب ممنوع. نحن نتكلم لنعبر عن مشاعرنا، ولا نؤذي الآخرين”.
قدمي البديل مباشرة:
لا تتركي الفراغ، علميه أن يقول “أنا غاضب” أو “أنا لا أريد هذه اللعبة” بدلًا من أن يرفع يده.
خارطة الطريق: بناء سلوك إيجابي على المدى الطويل
التعامل مع الضرب ليس مجرد رد فعل، بل هو مشروع تربوي متكامل. إليكِ بعض الخطوات لتوجيه طفلك نحو السلوك الإيجابي:
كوني قدوة: تذكري أن الأطفال يتعلمون بالقدوة أكثر من التلقين. حافظي على هدوئك في المواقف العصيبة.
علميه لغة المشاعر: ساعديه على استخدام الكلمات لوصف ما يشعر به: “أنا حزين”، “أنا خائف”.
عززي الإيجابية: عندما يتصرف بلطف أو يشارك ألعابه، لا تترددي في مدحه. كلماتك الإيجابية هي الوقود الذي يدفعه للتصرف بشكل أفضل.
استخدمي “سلاح” القصص: القصص المصورة عن الصداقة والتعاون يمكن أن تكون أداة سحرية لغرس القيم الإيجابية.
متى يصبح الأمر خطيرًا؟
في معظم الحالات، سلوك الضرب هو مرحلة عابرة. ولكن إذا أصبح متكررًا بشكل مبالغ فيه، أو صاحبته سلوكيات عدوانية أخرى مثل تكسير الأشياء ونوبات الغضب الشديدة، فقد يكون الوقت قد حان لاستشارة اختصاصي نفسي.
ضرب الأطفال للآخرين ليس نهاية العالم، بل هو فرصة لتعليمهم مهارات جديدة. بتفهمك وصبرك، سيتعلم طفلك أن يمد يده للمصافحة واللعب، لا للضرب والإيذاء.
إقرأ أيضاً: النمو العاطفي والاجتماعي عند الأطفال: دليل لفهم عالمهم الداخلي