صعوبات غير مسبوقة تواجه مربي المواشي في إدلب

يشهد مربي المواشي في ريف إدلب هذا الموسم صعوبات كبيرة بفعل موجة جفاف شديدة أثرت على الأراضي الزراعية والمراعي الطبيعية، ما كبدهم خسائر مادية وأثر على استمرارية مهنتهم في تربية الأغنام والأبقار وغيرها من الحيوانات.

وأوضحت لقاءات مع عدد من المربين أن ارتفاع أسعار الأعلاف المركبة، مثل التبن والمواد العلفية المصنعة، أصبح يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا، خاصة مع تقلص المراعي الطبيعية نتيجة ندرة الأمطار. بعض المربين اضطروا لبيع جزء من مواشيهم لتعويض تكاليف الأعلاف، بينما لجأ آخرون إلى استئجار مساحات من الأراضي الزراعية بهدف استخدامها كمراعي، إلا أن ذلك يكلفهم ما بين 100 و200 دولار أمريكي لفترة قصيرة تتراوح بين عشرة وعشرين يومًا.

ولم تقتصر التحديات على التكاليف فقط، إذ يواجه المربون مخاطر إضافية تتمثل في الألغام ومخلفات الحرب المنتشرة في بعض الأراضي الزراعية، مما يعيق حركتهم ويزيد من تعقيد أعمالهم اليومية.

وفي ظل هذه الظروف، ناشد المربون الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم اللازم، خصوصًا فيما يتعلق بالثروة الحيوانية. استجابة لذلك، أطلقت منظمة «وطن» مشروعًا لدعم مربي الأغنام في مناطق إدلب المختلفة، منها حارم وسلقين وكفر تخاريم وأرمناز، تحت إشراف الرابطة الفلاحية وبدعم من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح المهندس الزراعي نورس الخطيب، المختص بالثروة الحيوانية، أن المشروع يهدف إلى تقييم واقع تربية المواشي وتحليل التحديات المتعلقة بالإنتاج والتغذية والتسويق، لتقديم تدخلات فعّالة ومستدامة تساعد على الحفاظ على الثروة الحيوانية ودعم صمود المربين.

وتظل سوريا من أكثر الدول تأثرًا بالتغير المناخي، فيما يواصل القطاع الزراعي المعاناة منذ عام 2011 بفعل الحرب، التي أدت إلى تضرر الأراضي والمحاصيل ونزوح المزارعين، ما يزيد من هشاشة الإنتاج الزراعي ويهدد الأمن الغذائي والمجتمعي في البلاد.

اقرأ أيضاً:طرطوس: موسم تفاح جيد، لكن السوق المحلية تعاني

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.