التعليم في سوريا: تحديات وآمال في حمص مع بداية العام الدراسي
يُعَدّ التعليم حجر الزاوية في بناء المجتمعات وتقدمها، وفي سوريا، يواجه هذا القطاع تحديات كبيرة لكنه يواصل السعي نحو مستقبل أفضل. فمع عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، تبرز العديد من القضايا التي تشغل بال العاملين في القطاع التعليمي والأهالي، خاصة في محافظة حمص.
تحديات كبيرة تواجه التعليم في سوريا
تشير الإحصائيات إلى أن هناك ما يقارب مليونين ونصف المليون طالب متسرب من التعليم في سوريا، وهو رقم كبير يعكس حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد.
وتتعدد أسباب هذا التسرب، مثل فقدان أحد الوالدين أو كليهما، وعدم امتلاك أوراق ثبوتية، أو العيش في المخيمات، بالإضافة إلى الفقر الشديد.
وفي المقابل، بلغ عدد الطلاب المسجلين حاليًا في المدارس نحو أربعة ملايين ونصف المليون طالب، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع عودة المهجرين، مما يثير تساؤلات حول قدرة المنشآت التعليمية على استيعاب هذه الزيادة، خاصة بعد تدمير آلاف المدارس وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.
قرارات جديدة ومبادرات تبعث الأمل
رغم التحديات، شهد القطاع التعليمي في سوريا بعض القرارات والإجراءات التي تبعث على التفاؤل، مثل:
- إعادة المدرسين المفصولين تعسفيًا إلى وظائفهم.
- زيادة الرواتب الشهرية للمعلمين، وهو ما يمثل دفعة معنوية كبيرة لهم بعد سنوات من التهميش.
- التخفيف من المواد الدراسية لطلاب الفرعين الأدبي والعلمي، بما يتماشى مع التخصص.
- إلغاء مادة “التربية القومية” وحذف الحصة السابعة من الجدول الأسبوعي.
استجابة الوزارة لمبادرة “أعيدوا لي مدرستي”، التي ساهمت في ترميم وتأهيل العديد من المدارس، على الرغم من أن الكثير منها ما يزال في حاجة إلى الصيانة.
قضية مدرسي العقود: التحدي الأكبر
يُعَدّ ملف مدرسي العقود من أكثر القضايا إلحاحا، حيث يواجه هؤلاء المدرسون مخاوف بشأن مستقبلهم الوظيفي بسبب تأخر صرف رواتبهم، وانتهاء عقودهم دون ضمانات للتثبيت.
يعمل هؤلاء المدرسون بجد، ويؤكدون على أهمية دورهم في العملية التعليمية، ويطالبون الوزارة بتثبيتهم لضمان الاستقرار الوظيفي. وفي خطوة إيجابية، أصدر وزير التربية قرارًا بتجديد عقودهم حتى نهاية العام، لإتاحة الفرصة لتقييمهم ودراسة احتياجات المدارس.
الوضع التعليمي في حمص: تفاوت بين المدينة والريف
بشكل عام، تبدو المدارس في مدينة حمص في وضع أفضل من نظيراتها في الريف، من حيث الجاهزية والقدرة الاستيعابية. ولكن تواجه المدارس في كلا المنطقتين تحديات مشتركة:
زيادة أعداد الطلاب في الفصول الدراسية، حيث قد يصل عدد الطلاب إلى 55 طالبا في الفصل الواحد.
تطبيق قرار الفصل بين الذكور والإناث، والذي تسبب في بعض الارتباك، حيث تم نقل الطلاب والطالبات بين المدارس، مما أثار قلق الأسر والمعلمين.
كثرة الإحصائيات والقرارات الإدارية التي ترهق الإداريين في المدارس وتزيد من أعبائهم.
طموحات وآمال للمستقبل
رغم الصعوبات، هناك إصرار كبير على استمرار العملية التعليمية، وهذا يظهر بوضوح في جهود الكوادر التربوية والأسرية. فكل عام دراسي جديد يحمل تحدياته، لكنه أيضاً يحمل الأمل في تحسين جودة التعليم.
يظل التعليم هو الأساس الحقيقي لبناء سوريا الجديدة، ويجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم لهذا القطاع الحيوي لضمان مستقبل أفضل لأجيالها.
اقرأ أيضاً:أزمة التعليم في ريف حماة: آلاف الأطفال بلا مدارس مع بداية العام الدراسي الجديد
اقرأ أيضاً:الرقة.. أكثر من 40 ألف طالب مهددون بالحرمان من التعليم