داما بوست – مارينا منصور| شغلت الأحداث الأخيرة لسلسة تفجيرات الأجهزة اللاسلكية في لبنان حديث الناس، وأثارت تخوّفات من انفجار أجهزتهم في أيديهم.
وكثرت التساؤلات وإشارات الاستفهام حول هذه الحرب “الجديدة” من نوعها على الساحة العربية، والتي استعمل فيها كيان الاحتلال التكنولوجيا سلاحاً، منذراً ببدء حرب سيبرانية مختلفة على جميع الأصعدة.
فبعد العدوان السيبراني “الإسرائيلي” الذي أدى لانفجار أجهزة “بيجر” أمس الأول، تم لليوم الثاني على التوالي استهداف أجهزة مختلفة من نوع “آيكوم”، ما أثار استغراب الناس من إمكانية انفجار عدة أجهزة بأماكن مختلفة في آن واحد، فهل يمكن أن تنفجر الأجهزة الموجودة بين أيدينا؟ وما علاقة الطاقة الشمسية التي انفجرت في عدد من البيوت في لبنان؟
وفي هذا الصدد، تواصلت شبكة “داما بوست” مع مهندس الذكاء الصنعي عمار الناطور، والذي أوضح في حديث خاص لنا أن الهجمة التي حدثت هي هجمة أمنية وتقنية، إذ تم تسريب معلومات عن وجود جهة معينة مورّدة للأجهزة، وتم عن طريقها تفخيخ الأجهزة، وهذا ما يسمى ب Supply chain Attack.
وبيّن الناطور أنه تم زرع شريحة متفجرة يمكن التحكم بها عن بعد قبل تسليم الأجهزة ، فأصبح هناك وصول لقطعة فيزيائية هي الشريحة بداخل الجهاز، ما أدى للتحكم به وتفعيل عملية التفجير.
ماذا بشأن أجهزتنا المحمولة؟
وذكر المهندس أن الهواتف المحمولة بشكل عام ترتفع درجة حرارتها بسبب البطارية الموجودة داخلها، أو استخدامها بشكل كبير، مشيراً إلى منع اصطحاب أنواع “موبايلات” معينة إلى الطيارات لاحتمال انفجارها بسبب الحرارة.
وأضاف: “هذا ليس معناه وجود أشخاص تتحكم بالأجهزة، وتعرضنا سابقاً لأخبار حول ترك أشخاص لجوالاتهم بالشحن لمدة طويلة، لتنفجر فيما بعد.”
وأكد الناطور ضرورة ضمان أي جهاز يتم شراؤه، وذلك عبر الشراء من المصدر الموثوق أي الشركة الأم المصنّعة للجهاز، كيلا يتم فتح الجهاز وتغيير مواصفاته.
كيف تزامن حدوث الانفجارات في لبنان بوقت واحد؟
ولفت المهندس إلى أن سبب تزامن الانفجارات هو وصول “مسجات” على الأجهزة، ساهمت بتفعيل الشريحة والانفجار.
وتابع: “أغلب الإصابات كانت باليدين والوجه، وهذا دليل على أن الأشخاص كانوا يحملون الجهاز لتفقد الرسالة التي وصلت، والتي كانت السبب بتفعيل التفجير.”
ما علاقة ألواح الطاقة الشمسية بالانفجارات؟
وتحدث الناطور عن أن أي جهاز إلكتروني موصول على “الإنترنت” معرض لحدوث هجمات أمن سيبراني، ومعرّض ليتم تهكيره والتحكم به، ولذلك يفضّل فصل أجهزة الطاقة الشمسية الموصولة على “الإنترنت” كيلا يتم الوصول إليها.
وأردف: “كل جهاز يمكن أن تكون نتيجة الوصول إليه أو العبث فيه خطيرة، يُفضل أن يتم فصله عن الإنترنت.”
ونصح المهندس بعدم الرد على الاتصالات الغريبة، كالأرقام الخارجية، أو فتح روابط غريبة، بالإضافة إلى فصل الأجهزة الثقيلة عن “الإنترنت” سواء طاقة شمسية أو بطاريات، وإبعاد الأجهزة عنا في حال عدم استخدامها.