جددت الرياض التأكيد على موقفها بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مشددةً على أنه لن يكون هناك حل لما سمّته “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” دون دولة فلسطينية مستقلة.
وطالب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بإعادة قضية حل الدولة الفلسطينية وما سمّاها “الدولة الإسرائيلية” إلى الواجهة، مشيراً إلى أن الناس قد فقدت الأمل في مسألة حل “الدولتين” حسب تعبيره.
وأوضح الوزير السعودي أن هذا الحدث الذي وصفه بـ “المهم” جاء لإحياء المسائل التي من شأنها أن تفضي لسلام في المنطقة، في ظل التصعيد من قبل الكيان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أنه لا مجال لحل ما سمّاه “الصراع” إلا بضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وجاءت تصريحات الوزير السعودي عقب الاجتماع العربي الأوروبي الذي عقد أمس الاثنين على هامش جلسات الدورة السنوية للجمعية العامة في نيويورك، تحت عنوان دعم السلام بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال.
وعُقد الاجتماع بمشاركة 50 دولة عربية وأوروبية، بهدف إحياء جهود دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك بدعوة من كل من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والسعودية بالشراكة مع مصر والأردن، وبمشاركة ما يقرب من 50 دولة من أعضاء الأمم المتحدة، حسبما أفادت الخارجية المصرية في بيان لها.
بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن 3 مجموعات من مسؤولين كبار ستشكل لتجتمع بعد شهر لبدء الخطوات العملية لدعم عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي”.
ونشرت وسائل إعلام توضيحات حول أهداف الاجتماع الذي أعلن عنه “بوريل” موضحةً أنه سيشمل تقديم ما سمي “حزمة لدعم السلام” تتضمن برامج ومشاريع تغطي الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية التي من شأنها أن تضاعف فوائد السلام لجميع الأطراف.
وفي سياق مواز، تواصل الولايات المتحدة رعايتها لمحاولات التطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال، الأمر الذي ردت عليه السعودية في وقت سابق بأنه من دون وجود “سلام” مع الفلسطينيين فإن أي تطبيع مع “إسرائيل” ستكون فائدته محدودة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي قد بحث قبل أشهر مع نظرائه في الخليج في العاصمة السعودية الرياض، مسألة “التوافق العربي” مع كيان الاحتلال ودور واشنطن في هذا إطار تكامل الكيان في الشرق الأوسط، وتعميق الاتفاقات الموجودة أصلا وتوسيعها، على حد زعمه.
يذكر أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يعتدي يوميا على مختلف المناطق الفلسطينية ويقتل ويشرد ويعتقل المئات، ولم تردعه اجتماعات عربية أو أجنبية عن اعتداءاته الوحشية على الفلسطينيين، في حين تعاني حكومته من أزمة لم تشهد في “تاريخها” مثيلاً لها، من احتجاجات من قبل المستوطنين على مشروع ما يسمى “الإصلاحات القضائية” الذي أقرته حكومة المتطرف بنيامين نتنياهو.