العملية التربوية مستهدفة “بدير الزور”.. لا “مذهبة” للمناهج خلافاً لما يدعون!
داما بوست | غدير إبراهيم
“لا يوجد تغيير على المناهج التعليمية الموجودة في المدارس، والمدارس تتساهل مع الطلبة من حيث اللباس مراعية الوضع الاقتصادي العام، وكل ما يشاع بغير ذلك فهو كذباً” بهذه العبارات يتصدى “عبد السلام العاني” وهو مدرس متقاعد وأب لأربعة أطفال من سكان دير الزور في حديثه لـ “داما بوست”، لادعاءات بعض المواقع والصفحات حول احتواء المناهج التعليمية لأفكار دخيلة بصبغة طائفية.
وينفي الرجل التقارير التي انتشرت مؤخراً محاولة استهداف العملية التعليمية في المنطقة الشرقية، حيث كثفت بعض المواقع الممولة من “قسد” و”الاحتلال الأمريكي” وجهات أخرى، نشر الأخبار والتقارير التي تتهم المدارس التي تديرها وزارة التربية في الحكومة السورية بتعليم مناهج مشبوهة، حسب زعمها، على الرغم من أن المناهج السورية التي تدرس في مناطق سيطرة الدولة لم تتغير حتى الآن، أي أن ما ذكر محض إشاعات، خصوصاً وأن الكوادر التعليمية أيضاً من سكان وأهالي تلك المنطقة وليسوا مستقدمين من الخارج.
“انتصار الشويلة” وهي معلمة في دير الزور أكدت لـ “داما بوست”.. “أن المنهاج هذا العام لم يتغير، وفي مادة اللغة العربية فقط حذفوا بعض الأبيات، فقط لا غير، مؤكدة أن العملية التعليمية في مدارس دير الزور تتم بشكلها الطبيعي، نافيةً لوجود أي شعارات أو إدخال لأفكار مذهبية، والمتعارف حالياً هي التي يتم ترديدها بالمدارس منذ القدم”.
وفيما نفت “الشويلة” المعلومات التي أوردها أحد المواقع الممولة من جهات معادية، حول تدريس مناهج مذهبية، تؤكد الجهات التربوية أنها تدرس منهاجها الاعتيادية الصادرة عن الجهات الرسمية السورية منذ سنوات طويلة.
ولم تكن هذه المحاولة الأولى لاستهداف العملية التعليمية في دير الزور وتشويه صورتها، في الأمس القريب حاولت ذات المواقع تحميل الحكومة السورية مسؤولية بعض الترهل في القطاع التعليمي بدير الزور، وكان موقع “داما بوست” قد علل أسباب قلة الكادر التعليمي في المدارس، من خلال مديرية التربية التي أوضحت بأن الأمر يعود إلى قلّة عدد المتقدمين للشاغر، والذي بلغ عددهم حوالي 260 معلم من أصل 375 شاغر، في حين يعمل المجمع التربوي بالتنسيق مع الجهات المحلية لحل هذه المشكلة.
وتسيطر ميليشيا “قسد” على جزء من مناطق دير الزور في مناطق شرق نهر الفرات، حيث تفرض هناك سياسات قمعية وتربوية تتنافى وعادات السكان، حيث أقدمت خلال الفترة الماضية على منع الأطفال المسلمين في مناطق سيطرتها من الذهاب إلى مساجدهم ومتابعة تعليمهم، إضافة إلى أنها قامت بحذف كتاب الديانة الإسلامية من المناهج الدراسية والتعليمية.
وكان مفاجئاً أن خطوة “قسد” تلك التي تستهدف المعتقد الديني لعشرات الآلاف من سكان الجزيرة، لم تلق انتقادات ولم تواجه ببروبغندات إعلامية كتلك التي تتهم الدولة السورية بمذهبة المناهج، فيما هي تدرس كتاب الديانة الرسمي منذ عقود دون أي تغيير عليه، خلافاً للزيف الذي حاولوا ترويجه مؤخراً.