السويداء بعد العملية العسكرية: أكثر من 450 مفقوداً وآلاف المهجّرين
ما زالت تداعيات العملية العسكرية التي نفذتها قوات الحكومة الانتقالية في محافظة السويداء منذ منتصف تموز/يوليو 2025، تتصدر المشهد الإنساني في الجنوب السوري، خصوصاً مع تزايد أعداد المفقودين والمختطفين، في واحدة من أعقد الأزمات التي خلفتها العملية.
أكثر من 450 مفقوداً بينهم نساء وأطفال
بحسب تقرير لشبكة “السويداء 24″، فإن عدد المفقودين منذ بدء العملية العسكرية في 14 تموز/يوليو بلغ نحو 450 شخصاً، من ضمنهم 60 امرأة و20 طفلاً على الأقل، لا يزال مصير أكثر من نصفهم مجهولاً حتى لحظة إعداد التقرير.
وأوضحت الشبكة أن هذه الإحصائية جاءت بعد مقاطعة معلومات من مصادر متعددة، أبرزها اللجنة القانونية العليا التي شكّلتها الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، والتي أعدّت قوائم أسمية تضم أكثر من 230 مفقوداً، بينهم 17 امرأة و8 أطفال، أحدهم رضيع بعمر 3 أشهر.
وأكد مصدر للشبكة على صلة باللجنة أن الحصيلة غير نهائية، وهناك من بين الأسماء من تم الإفراج عنهم، وآخرون جرى التحقق بأنهم معتقلين لدى الأمن العام، وبعض الأسماء، تم التأكد من مقتلهم.
الطبابة الشرعية: بلاغات عن 170 مفقوداً يُشتبه بمقتلهم
من جانبها، أشارت الطبابة الشرعية في السويداء إلى تلقيها بلاغات من عائلات نحو 170 مفقوداً، يُعتقد أنهم قتلوا خلال العملية العسكرية. وتعمل الجهات الطبية على عرض صور الجثامين مجهولة الهوية على الأهالي، في محاولة للتعرف على الضحايا.
جثامين تصل من القرى المنكوبة.. والإفراج عن مختطفين
أفادت تقارير محلية بوصول جثامين بشكل شبه يومي إلى مستشفى السويداء الوطني، قادمة من القرى المتضررة شمال وغرب المحافظة، وسط استمرار عمليات انتشال الجثث من تحت الأنقاض، بتنفيذ من الهلال الأحمر السوري.
وفي المقابل، تم إطلاق سراح عدة دفعات من المختطفين خلال الأسبوعين الماضيين، فيما لا تزال عشرات العائلات تنتظر معلومات حول مصير ذويها.
جثث في درعا تعود لضحايا من السويداء
وفي تطور متصل، ذكرت شبكة “درعا 24” أن 3 جثث وصلت إلى مستشفى إزرع في ريف درعا. تم التعرف على اثنتين منها، وهما لمدنيين من عائلة المقداد، كانا يعيشان في قرية عتيل بريف السويداء، في حين بقيت الجثة الثالثة مجهولة الهوية.
1677 ضحية خلال أسبوع من العملية العسكرية في السويداء
وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان في أحدث إحصائياته مقتل 1677 شخصاً خلال المعارك التي دارت بين 13 و20 تموز/يوليو 2025.
ومن بين هؤلاء الضحايا:
1- 432 مدنياً أُعدموا ميدانياً، من بينهم 43 امرأة، و14 طفلاً، وعدد من كبار السن.
2- 725 قتيلاً من أبناء السويداء، غالبيتهم من المواطنين الدروز، بينهم 167 مدنياً و21 طفلاً و57 سيدة.
3- 477 عنصراً من قوات وزارة الدفاع والأمن العام، بينهم 40 من أبناء العشائر البدوية.
4- مقتل 15 عنصراً في غارات إسرائيلية.
5- 20 من الكوادر الطبية في مشفى السويداء الوطني، أُعدموا ميدانياً على يد عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية.
6- إعدام 3 مدنيين من أبناء عشائر البدو على يد مجموعات مسلحة درزية، بينهم سيدة وطفل.
تهجير أكثر من 170 ألف شخص
وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، أسفرت العملية العسكرية في السويداء عن تهجير قسري لما لا يقل عن 170 ألف مواطن، فرّوا من منازلهم وقراهم نتيجة الاجتياح العسكري والقصف، ما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة في الجنوب السوري.
ملف المفقودين في السويداء يفتح الباب أمام تحقيقات دولية
مع تزايد أعداد المفقودين والمختفين قسرياً، وتوثيق عمليات إعدام ميداني وانتهاكات لحقوق الإنسان، تتصاعد الدعوات الحقوقية لإجراء تحقيق دولي شفاف في ما جرى خلال العملية العسكرية في السويداء.
وفي حين لم تصدر الحكومة الانتقالية حتى اللحظة أي تقرير رسمي مفصل بشأن مصير المفقودين، يطالب أهالي الضحايا والمنظمات الحقوقية بتحديد المسؤوليات، والكشف عن مصير المختطفين، ومحاسبة المتورطين.
إقرأ أيضاً: الحكومة السورية تلقي باللائمة على العشائر في أحداث السويداء
إقرأ أيضاً: درعا: خطف واعتداءات على المدنيين عبر الممر الإنساني لا تستثني النساء والأطفال