لماذا يتهافت الشباب على الانتساب للجيش الجديد؟
يشهد الجيش السوري الجديد منذ شهرين إقبالًا غير مسبوق من الشباب الراغبين في الانتساب إلى صفوفه، في ظل ارتفاع معدلات البطالة في سوريا وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وتُظهر تقارير من مراكز التجنيد المنتشرة في مناطق الشمال السوري، أن المراكز باتت مكتظة بالشباب القادمين من مختلف المحافظات، مدفوعين بعدة عوامل أبرزها الرواتب المجزية بالدولار الأمريكي، والاستقرار الوظيفي.
رواتب الجيش السوري الجديد بالدولار تجذب المنتسبين
أحد أبرز أسباب هذا الإقبال هو راتب الجيش السوري الجديد، الذي يُعد الأعلى بين مؤسسات القطاع العام حالياً. إذ يحصل المجند الأعزب على راتب شهري يبلغ نحو 150 دولاراً، بينما يحصل المتزوج على 200 دولار، مع زيادات تدريجية حسب الرتبة العسكرية، حيث يمكن أن يصل راتب الضابط إلى 500 دولار شهرياً، يتم صرفها بالدولار وليس بالليرة السورية، ما يُعد عامل أمان في ظل تقلبات أسعار الصرف.
إلى جانب الراتب، يتمتع المنتسبون بامتيازات إضافية مثل المرونة في تحديد مكان الخدمة، ما يتيح لهم البقاء قريبين من مناطق سكنهم وممارسة أعمال إضافية كالزراعة أو التجارة أثناء الإجازات، ما يزيد من دخلهم الشهري ويعزز استقرارهم الاقتصادي.
دمج الفصائل المسلحة في الجيش السوري الجديد
من جهتها، أكملت وزارة الدفاع عملية دمج الفصائل العسكرية السابقة، خصوصاً في إدلب وشمال حلب، ضمن تشكيلات الجيش الجديدة، دون وضع شروط تعجيزية على العناصر القدامى. وبحسب مصادر محلية، فإن أكثر من 90% من مقاتلي الفصائل باتوا الآن على ملاك الوزارة. بينما تم فرض شروط انتساب أكثر صرامة على المتقدمين الجدد، تشمل العمر، الطول، اللياقة البدنية، والمؤهل العلمي، مع تفضيل حملة الشهادات الجامعية والثانوية.
البطالة تدفع الشباب السوري للالتحاق بالجيش
في ظل انهيار سوق العمل وعجز المؤسسات الحكومية والخاصة عن توظيف الخريجين أو المفصولين من أعمالهم خلال سنوات الحرب، بات الالتحاق بالجيش بمثابة فرصة ذهبية للآلاف من الشباب السوريين. ويؤكد كثيرون أن الجيش يوفر دخلاً ثابتًا يصعب الحصول عليه في الوقت الراهن.
إقرأ أيضاً: وزير الاقتصاد: البطالة تتجاوز 60% و2.7 مليون شاب بلا تعليم
إقرأ أيضاً: الشباب السوري بين البطالة والاستغلال: واقع معقد وحلول مؤجلة