نقص بالكوادر وإجازات للمعلمين: تناقض حكومي واضح

يواجه قطاع التعليم في سوريا جدلاً واسعاً بسبب التناقض في التصريحات الرسمية حول واقع المعلمين، خاصة أولئك الذين تم منحهم إجازة مأجورة تحت بند “إعادة الهيكلة”، وذلك في وقت تتحدث فيه الجهات المعنية عن وجود نقص حاد في الكوادر التدريسية.

ففي تصريح لصحيفة الثورة، أكد نقيب المعلمين في سوريا “محمد مصطفى” أن عدد المعلمين والمعلمات تجاوز 270 ألفاً، مشيراً إلى أن هناك جهوداً مستمرة لتأهيل الكوادر التعليمية وعودة المفصولين في عهد النظام السابق لسد النقص الحاصل في المدارس. لكن الغريب أن النقيب لم يتطرق إلى ملف الإجازات المأجورة التي منحت لعدد من المعلمين والمعلمات لمدة 3 أشهر، وتم تمديدها حتى نهاية آب الجاري، رغم اقتراب بداية العام الدراسي.

هذا التناقض يطرح تساؤلات جدية: كيف يمكن الحديث عن نقص في الكوادر التعليمية، بينما يتم في الوقت ذاته تجميد عمل آلاف المعلمين بإجازة مأجورة؟

أرقام متضاربة حول عدد المعلمين في سوريا

في وقت سابق، وتحديداً في كانون الثاني الماضي، صرح وزير التعليم السابق “نذير القادري” أن عدد المعلمين المسجلين على الورق بلغ نحو 350 ألفاً، لكنه أشار إلى أن الرقم غير دقيق بسبب وجود ترهل إداري وأسماء وهمية تعود للنظام السابق. وقال القادري حينها: “نحن حالياً في طور الإحصاء لمعرفة العدد الفعلي للمعلمين المطلوبين”.

وبمقارنة الرقمين – 350 ألفاً حسب القادري و270 ألفاً حسب نقيب المعلمين وبالرجوع إلى تصريح وزير التربية والتعليم الحالي “محمد عبد الرحمن تركو” بأن عدد المدارس في سوريا يبلغ 19,365 مدرسة، منها أكثر من 7,000 بحاجة إلى ترميم أو إعادة بناء، فإن معدل عدد المعلمين في كل مدرسة يتراوح بين 13 إلى 18 معلماً، وهو رقم يبدو منطقياً ويغطي الحد الأدنى من الاحتياجات التعليمية، لا سيما في المدارس الابتدائية التي تحتاج إلى ما لا يقل عن 12 معلماً، إضافة إلى 6 معلمين احتياط على الأقل.

قرارات غير مبررة في ظل النقص التدريسي

تُظهر هذه الأرقام أن عدد الكوادر التعليمية المتوفرة ليس كبيراً لدرجة تستدعي إعادة هيكلة شاملة أو منح إجازات طويلة، بل إن الواقع يشير إلى عجز واضح في بعض المدارس والمناطق. وبالتالي، فإن قرار منح إجازات مأجورة لعدد من المعلمين يفتقر إلى التبرير العملي، خصوصاً مع قرب بدء العام الدراسي الجديد في أيلول.

وبينما تنتهي الإجازة الممددة في 31 آب 2025، فإن الشارع التربوي السوري يترقب خطوات الحكومة لإعادة المعلمين إلى مدارسهم، لضمان سير العملية التعليمية وتغطية النقص الحاصل في المدرسين مع انطلاقة الموسم الدراسي الجديد.

 

إقرأ أيضاً: أكثر من 7 آلاف مدرسة خارج الخدمة في سوريا… و3 ملايين طالب خارج التعليم

إقرأ أيضاً: تحديات تعليمية تواجه الطلاب السوريين العائدين: اللغة العربية على رأس القائمة

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.