الجيش السوري يرفع الجاهزية: توتر متصاعد مع “قسد” واحتمال تصعيد عسكري

كشفت مصادر عسكرية سورية لموقع “المدن”، أن الجيش السوري أصدر أوامر برفع الجاهزية العسكرية الكاملة في المناطق المتاخمة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وذلك في ظل تصاعد التوترات مع استمرار تعثر تنفيذ اتفاق الشرع – عبدي الموقع في 10 مارس/آذار 2025.

وينص الاتفاق الموقع بين رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، على وقف إطلاق النار ودمج المؤسسات العسكرية والمدنية في مناطق شمال شرق سوريا ضمن الإدارة المركزية للدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية، مطار القامشلي، وحقول النفط والغاز.

حشود عسكرية واستعدادات ميدانية شرق الفرات

بحسب مصدر عسكري في وزارة الدفاع، فإن عددًا من الفرق العسكرية بدأت بتنفيذ خطة حشد واستنفار منذ أسابيع، في إطار التحضير لعملية عسكرية محتملة ضد مناطق سيطرة “قسد” شرق الفرات. وأوضح أن التحركات كانت مقررة قبل معركة السويداء، لكن الأحداث جنوب البلاد أجّلت تنفيذ المخطط شرق الفرات.

وأضاف المصدر أن الاستنفار العسكري جاء أيضاً كرد فعل على المؤتمر الذي عقد مؤخراً شرق الفرات، والذي اعتبرته المؤسسة العسكرية في دمشق “تكريساً لتحالف الأقليات ضد الحكومة السورية“، مما دفع إلى إعادة تفعيل الخطط العسكرية المؤجلة.

وأكد المصدر العسكري أن وزارة الدفاع كانت تدرس تفعيل ورقة العشائر العربية ضد “قسد”، بالإضافة إلى إشراك تشكيلات الجيش الوطني (المدعوم تركياً) المنضمة للوزارة من مواقعها في ريف حلب. لكنه أشار إلى أن القيادة تميل حالياً إلى التريث، مفضّلة الحلول السياسية مع الأكراد، نظراً لخطورة وفداحة النتائج المترتبة عن العمل العسكري المرتقب.

قوات الجيش في ريف حلب في حالة استنفار

وأكد مصدر عسكري من إحدى الفرق العسكرية التابعة للوزارة في ريف حلب، أن الفرق الخمسة المنتشرة على الجبهات المحاذية لـ “قسد”، في حالة تأهب كاملة، رغم عدم صدور أوامر بالتحرك أو الهجوم حتى الآن.

وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش السوري على استعداد تام لأي تطور، وسط تعليمات بالبقاء في أعلى درجات الجاهزية، تحسباً لأي تصعيد عسكري مفاجئ مع “قسد”.

مؤشرات تصعيد بين قسد ودمشق

رغم عدم ترجيح الخيار العسكري حتى الآن، يرى مراقبون أن التصعيد الكلامي والتحركات الميدانية من كلا الطرفين تشير إلى مرحلة جديدة من استعراض القوة بين دمشق و”قسد”.

ويؤكد المحلل السياسي درويش خليفة لـ”المدن” أن “قسد” تحاول كسب دعم شعبي ومعارض عبر دعوات متكررة لانضمام مكونات سياسية معارضة إلى مشروعها، وهو ما ترفضه دمشق بشدة. ويرى أن المواجهة العسكرية الشاملة لا تزال مستبعدة، مع وجود رغبة من الطرفين بالإبقاء على هامش للتفاوض.

وأشار خليفة إلى معلومات عن اجتماع تشاوري مرتقب في الرقة، بهدف صياغة مبادئ دستورية لعرضها على الحكومة المركزية، بالإضافة إلى حديث عن لقاء تنسيقي مرتقب في إحدى العواصم الأوروبية، لمناقشة ملف اللامركزية الإدارية في سوريا.

إلغاء اجتماع باريس: التنفيذ بدأ ميدانياً

في السياق نفسه، أكّد قتيبة إدلبي، مسؤول ملف العلاقات الأميركية في وزارة الخارجية السورية، أن الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في باريس بين الحكومة السورية ووفد قسد لم يعد قائماً، مشيراً إلى أن الطرفين دخلوا فعلياً مرحلة تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار بشكل عملي داخل سوريا.

وجاءت هذه التصريحات عقب زيارة وفد من “قسد” إلى دمشق، لإجراء جولة من المباحثات مع الحكومة، وسط ترقّب لمآلات هذا الاتفاق المثير للجدل، الذي قد يعيد رسم خريطة السيطرة في شمال وشرق سوريا، ويُنهي سنوات من الانقسام المؤسساتي بين الطرفين.

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.