أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، محادثات استمرت نحو 3 ساعات مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ركزت على التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وهذه تاسع زيارة يجريها بلينكن إلى “تل أبيب” و”الشرق الأوسط”، منذ أن بدأت “إسرائيل” بدعم أمريكي مطلق شن حرب مدمرة على غزة في 7 تشرين الأول 2023.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان: “انتهى اللقاء بين رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي بلينكن، والمحادثات كانت إيجابية واتسمت بروح طيبة”.
وأضاف أن “اللقاء استمر حوالي ثلاث ساعات، وجدد رئيس الوزراء التأكيد على التزام إسرائيل بالاقتراح الأمريكي الأخير بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة، والذي يأخذ في الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية”، على حد قوله.
ولم تصدر إفادة من الخارجية الأمريكية بشأن المحادثات مع نتنياهو.
وأمس الأحد، كشفت حركة “حماس” الفلسطينية، عبر بيان، أن نتنياهو وضع شروطاً جديدة في مقترح جرى التفاوض حول بنوده في الدوحة الخميس والجمعة، “ما يحول دون إنجاز الصفقة”.
وأكدت “حماس” أن “المقترح الجديد يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها، وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال مفترق نتساريم (يفصل بين شمال وجنوب القطاع) ومعبر رفح وممر فيلادلفيا (جنوب)”.
وتابعت الحركة الفلسطينية: “كما وضع شروطاً جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، ما يحول دون إنجاز صفقة التبادل”.
ووصل بلينكن إلى “تل أبيب” أمس الأحد، وبدأ اليوم الاثنين اجتماعاته مع رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وسيلتقي اليوم وزير الحرب يوآف غالانت، قبل أن ينهي زيارته بمؤتمر صحفي.
وحذر بلينكن، خلال لقائه مع هرتسوغ، من أن الفرصة الراهنة “حاسمة، وربما تكون الأفضل، وربما الفرصة الأخيرة لإعادة الأسرة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار”.
وأسفرت حرب “إسرائيل” على غزة عن نحو 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتابع بلينكن: “هذه لحظة محفوفة بالمخاطر في إسرائيل. نشعر بقلق عميق إزاء احتمال وقوع هجمات من إيران أو حزب الله أو جهات أخرى”.
وأضاف: “وكما سمعتم الرئيس الأمريكي جو بايدن يقول، إن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات حاسمة لنشر قوات هنا لردع أي هجمات، وإذا لزم الأمر الدفاع ضد أي هجمات”.
ويعتقد مراقبون أن التوصل إلى اتفاق بين “إسرائيل” وحماس سيثني إيران و”حزب الله” عن الرد على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية نهاية تموز الماضي، والقيادي بالحزب الشهيد فؤاد شكر في بيروت.
وبينما تبنت “تل أبيب” اغتيال شكر، تلتزم الصمت حيال اتهام إيران وحماس لها باغتيال هنية عبر قصف مقر إقامته خلال زيارة لطهران، وإن ألمح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية كيانه، الذي يمتلك سجلا طويلا من الاغتيالات الجبانة.