عاد ممر “أبو الزندين” الذي يصل مناطق الدولة السورية بمناطق سيطرة الاحتلال التركي وفصائله بريف منطقة الباب شمال شرق حلب، ليُغلق أبوابه مجدداً جراء قصف بقذائف الهاون استهدف الجهة التي تسيطر عليها فصائل أنقرة من الممر.
ووفق ما ورد من مصادر محلية لـ “داما بوست”، فإن 5 قذائف هاون سقطت تباعاً على نقاط فصيل “الشرطة العسكرية” المدعوم تركياً في ممر، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من مسلحي الفصيل، والذين سارعوا إلى إخلاء الممر بشكل كامل، وإعادة إغلاقه مجدداً من جانبهم.
المصادر شدّدت على أن القذائف أُطلقت من جهة المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لأنقرة، وتحديداً من نقاط محيطة بمدينة الباب، موضحةً أن عدداً من القاطنين على أطراف المدينة أكدوا سماعهم أصوات القذائف بوضوح أثناء إطلاقها.
وسبق قصف الممر بساعات قليلة، إقامة بعض الفصائل، على رأسها “الجبهة الشامية”، خيمة اعتصام وسط مدينة الباب للتعبير عن رفضهم لإعادة افتتاح ممر “أبو الزندين”، واعتبار تلك الخطوة إخلالاً من أنقرة بالتزاماتها مع الفصائل، ليأتي القصف لاحقاً ويعيد إغلاق الممر.
ولم ترد أي معلومات مؤكدة حول إمكانية عودة الممر للعمل مجدداً، وما إذا كان الإغلاق الحالي مجرد إجراء مؤقت لحين إعادة الأمور إلى نصابها من قبل أنقرة، وخاصة فيما يتعلق بكبح لجام الفصائل الرافضة لتلك الخطوة. وكان أُعيد افتتاح ممر “أبو الزندين”، صباح أمس، بعد أشهر طويلة من إغلاقه، حيث شهد الممر في الساعات التي سبقت القصف، حركة عبور نشطة من قبل الشاحنات والقوافل التجارية والحالات الإنسانية من وإلى مناطق الدولة السورية.
يذكر أن “داما بوست” كانت نشرت أمس تقريراً تحدثت خلاله عن الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع الفصائل الموالية لها حول إعادة فتح “ممر أبو الزندين” بريف الباب، خلال اجتماع موسع عُقد في ولاية “كلس” التركية منتصف الشهر الجاري، مع عددٍ من القياديين البارزين في الفصائل، حيث وافقت جميع الفصائل آنذاك على خطوة فتح الممر، باستثناء فصيل “الجبهة الشامية” الذي أعلن ممثلوه رفضهم القاطع لتلك الخطوة وخاصة في ظل تكليف فصيل “الشرطة العسكرية” بإدارة الممر بدلاً منهم، كما رفض فصيل “السلطان مراد” الأمر ضمناً من خلال امتناع قائده “فهيم عيسى” عن حضور الاجتماع.