كشفت مصادر سياسية وأمنية في “تل أبيب”، أن المخابرات الإسرائيلية كثفت جهودها لمواجهة احتمال تنفيذ حزب الله اللبناني عمليات انتقامية ضد شخصيات سياسية وعسكرية بارزة، فاعلة حالياً أو في السابق، انتقاماً لعمليات الاغتيال الكثيرة التي تنفذها “إسرائيل” منذ اندلاع الحرب العدوانية على غزة.
وأكدت هذه المصادر أن كثيراً من الجنرالات والوزراء تلقوا تحذيرات كهذه، وطالبوا بالالتزام بإجراءات الحذر والوقاية التي يفرضها عليهم جهاز “الشاباك” (المخابرات الإسرائيلية العامة)، وتم تعميم تحذيرات مشابهة على وزراء وجنرالات سابقين أيضاً.
وبحسب هذه المعلومات، فإن الوزير اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي يقوم باستفزازات في المسجد الأقصى، تلقى تحذيرات مضاعفة وتكلم في جلسة الحكومة الصهيونية الأخيرة عن مضاعفة الحراسة عليه.
وقالت المصادر إن المخابرات تفرض حراسة مشددة عموماً على قادة الجيش والمخابرات ورؤساء الحكومات والوزراء السابقين والحاليين، ولكن هذه الحراسة زادت خلال الحرب على غزة، خصوصاً بعد تنفيذ عمليات اغتيال كبيرة طالت عدداً من القادة البارزين في “حماس” وحزب الله، وحتى الحرس الثوري الإيراني.
وفي أعقاب اغتيال القيادي الكبير في حزب الله الشهيد فؤاد شكر، في قلب الضاحية ببيروت، ثم اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، أجرى “الشاباك” مداولات جديدة قرر فيها إحداث تغييرات في منظومة الحراسة لتصيح أشد حذراً وأقوى حماية.
وذكرت في هذا السياق أن القصف الصاروخي الذي يقوم به حزب الله، كاد يصيب مسؤولين بـ “إسرائيل” عدة مرات، آخرهم الجنرال اهرون حليفا، الذي سقط صاروخ حزب الله على بعد 100 متر منه، نهاية الشهر الماضي، لكنها لم تستطع معرفة إذا كان ذلك القصف مخططاً ومبنياً على معرفة بوجود هؤلاء القادة الصهاينة في المكان المقصوف، أم مجرد صدفة.
غير أن هذه الحوادث كانت كافية لمطالبة جميع المسؤولين بالحذر في تحركاتهم والتقليل من الكلام عن مواعيدهم ولقاءاتهم وزياراتهم، وفي ضوء التهديدات باستهداف إسرائيليين في الخارج، طولب هؤلاء المسؤولون بالتخفيف من زياراتهم إلى الخارج.