واشنطن تحاول توريط “الأردن”.. الكونغرس يسعى إلى نزاع عسكري بين عمان ودمشق
داما بوست | الهام عبيد
نشر موقع “ذا هيل” الأمريكي المقرب من الكونغرس، مقالاً للباحثة “ناتالي إيكانو” دعت فيه إلى إحداث شراكة بين الأردن ووزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” لاستهداف ما سمته بــ “دولة المخدرات” في سورية.
وتناول المقال بحسب رأي محللة الأبحاث في مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” أهمية فرض حزمة جديدة من العقوبات أحادية الجانب على من سمتهم بــ “مهربي المخدرات المرتبطين بالدولة” بحجة مساعدة الأردن في تقويض عملهم.
وطالبت “إيكانو” الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، الاستعداد لتصعيد الضغط على سورية، بحجة أنها لن تقّلص أنشطتها في تهريب الكبتاغون والمخدرات الأخرى غير المشروعة، مشيرة إلى أنها لو فعلت بعد عودتها إلى الجامعة العربية في أيار/ مايو الماضي، لما اضطرت إلى عقد اجتماع مع مسؤولين أمنيين من الأردن، في 23 تموز/ يوليو الماضي، لمناقشة الاتجار غير المشروع بالمخدرات، على طول الحدود المشتركة بين سورية والأردن.
واتهمت الباحثة الأمريكية في مقالها بأن سورية “دولة مخدرات كاملة” لافتة إلى خطوات “جادة” تنوي واشنطن اتخاذها لمواجهة التحدي، حسب زعمها، وفي خطوة ليست جديدة حيث تحاول أدوات الولايات المتحدة الأمريكية إيجاد مبررات ومسوغات مؤثرة على الرأي العام، لإقناعه بأي مشاريع تستهدف الدولة السورية، خصوصاً وأنها تنفق ملايين الدولارات شهرياً على وسائل تشويه الصورة.
مشروع خطير تستبعده أصوات سورية أردنية:
وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وسائل إعلامها أو حتى مؤسساتها، ضمان استمرار تدخلها في الشؤون السورية، وأي باب تراه مناسباً لهذا الهدف لا تتردد عن طرقه، مستخدمة الحجج الواهية والمبررات، كسياسة طالما اتبعتها.
ومن هذا المنطلق يرى الصحفي السوري “علي مخلوف” في حديث لــ “داما بوست” أن الأمريكي يستخدم كافة الأسلحة لتنفيذ أهدافه، مستشهداً بما فعله في العراق عندما “شيطن” حكومة صدام بذريعة السلاح الكيماوي، لتنكشف أكاذيبه لكن بعد احتلال العراق، وما فعله في “فيتنام” وتعديه على البوارج في المياه هناك، مبرراً إياه بتهديد القطع البحرية الأمريكية في خليج “تونكين” الفيتنامي.
وأكد الصحفي السوري أن سورية ليست استثناء، مثلها مثل “نيكاراغوا” و”البيرو” و”المكسيك” و”كوبا” و”جواتيمالا” و”كمبوديا” ولكل عدوان ذريعة مختلفة، مشيراً إلى أنها كثيرة في الحالة السورية، بدءاً من محاربة الإرهاب وفق زعمها، وصولاً الى ملف المخدرات مؤخراً.
واعتبر “مخلوف” أن واشنطن تعمل على “شيطنة” الدولة السورية بتصويرها “بؤرة لتوزيع المخدرات إلى دول المنطقة” لافتاً إلى الصدفة “الفاضحة” التي ربطت دعوات التدخل العسكري على الحدود السورية الأردنية بحجة المخدرات، بالاستنفار الذي تشهده قاعدة “التنف” ومنطقة الــ “55 كم” عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، ونوايا واشنطن حول وصل التنف بالبوكمال.
واستبعد انصياع الأردن للضغوط الأمريكي، ورغبته في عدم نسف أي تطور شهده ملف التطبيع العربي السوري، مؤكداً أن الجار لن يتحول إلى محتل كالأمريكي أو التركي، وإن تدخل فسيكون عبر عملية مشتركة للجيشين السوري والأردني، هدفها مداهمة مناطق تواجد تجار وورشات تصنيع المخدرات.
وعن فكرة الترويج لإشراك الأردن في الحرب على سورية قال “مخلوف” إن الأمريكي يخشى التنسيق بين دمشق وعمان، لذا بدأ يتحرك لزج الأردن عسكرياً تحت شعار “مكافحة المخدرات” كواجهة يخفي تحتها مشروع “إعادة تموضع إرهابييه في التنف”.
لا قبول في الأردن:
من جهته نفى الصحفي الأردني “سليمان قبيلات” لــ “داما بوست” مشاركة الأردن في أي حرب عسكرية ضد سورية، مؤكداً أن مصلحة الأردن تكمن في سورية آمنة ومستقرة، سيما أنها جارة الحدود.
وبين “قبيلات” أن المخدرات شماعة وحجة كالإرهاب أمريكي المنشأ، والذي أضافه الإسرائيلي بدعم من واشنطن، لدعم مخططاتهم في المنطقة، ولفت إلى أن تحريك وتيرة التهريب في هذه المرحلة، تأتي في إطار إحباط التقارب السوري الأردني.
بدوره اعتبر المحلل الأردني “حسام عايش” في تصريح لـ “داما بوست” أن بدء عملٍ عسكريٍ بين الأردن وسورية بشأن المخدرات، سيتفاقم إلى حرب أكثر شمولية وخطورة تستنزف قدرات وإمكانيات الأردن الذي يعاني من وضع اقتصادي سيء من جهة، ويزيد من تداعيات وجود عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في المملكة من جهة أخرى.
وأوضح أن الأردن يسعى إلى حل قضية المخدرات بوسائل شتى، منها التنسيق العسكري والأمني مع سورية، واللقاءات الدبلوماسية رفيعة المستوى معها، أو عبر استهداف أماكن إنتاج المخدرات وإسقاط طائرات تحمل شحنات كبيرة أو حتى محاولات التهريب
البرية بالتنسيق مع دمشق، أو من خلال الضغط الاقتصادي المباشر على معبري نصيب وجابر الحدودين من خلال وقف أو تحديد الصادرات والواردات بين البلدين.
وعن دور الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة المخدرات داخل الأراضي السورية رأى “عايش” أنها تستطيع عبر إشارة صغيرة منها إلى “الكيان الإسرائيلي” بقصف مواقع إنتاج ومعامل تصنيع الكبتاغون بدلاً من اعتداءاته التي باتت شبه يومية على المواقع العسكرية السورية.
وأضاف أنه إذا كانت واشنطن تعتبر أن سورية تعتمد على عائدات تهريب المخدرات في تحسين اقتصادها، فبإمكانها أن ترفع العقوبات الاقتصادية عنها، وتفتح لها المجال في إيجاد موارد أخرى تعوض بها النقص عن الاستثمارات والعملات الأجنبية والعلاقات الاقتصادية شبه المتوقفة، مؤكداً أنها تريد إبقاء هذا الملف قيد التفعيل، لضمان استمرار التوتر في المنطقة واستخدامه كالعصا في تبرير موقفها من ملف التطبيع السوري العربي.