تتوالى ارتفاعات الأسعار في البلاد يوماً بعد يوم، وبشكل خاص بعد القرارات الأخيرة التي رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بموجبها أسعار المشتقات النفطية، لتشهد الأسواق السورية ارتفاعاً كبيراً في أسعارها طال العديد من المواد الغذائية والخضراوات واللحوم والدواجن، وسط تراجع كبير في قيمة الليرة.
ووصل سعر كيلو الدجاج الحي إلى 22 ألف ليرة سورية اليوم السبت، وسجّل يوم الجمعة أكثر من 25 ألف ليرة، أما الفروج المذبوح المنظف وصل سعره إلى 30 ألف ليرة سورية، وتجاوز يوم الجمعة 33 ألفاً، فيما تخطى سعر كيلو شرحات الدجاج الـ 60 ألف ليرة بينما تراجع اليوم إلى الـ 55 ألف ليرة سورية.
يتحدث “عزام رستم” وهو تاجر دواجن في دمشق لـ “داما بوست” عن أسباب ارتفاع أسعار الدواجن في الفترة الأخيرة موضحاً.. “أحد أهم الأسباب هو خروج 80% من مربي الدواجن عن التربية، بسبب عدم استقرار أسعار الصرف وبالتالي تأثيره على النفقات والأعلاف، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات مؤخراً، ما أدى إلى زيادة في أجور النقل والتحميل”.
وتابع “رستم” في الأسابيع الماضية كانت خسائر المربين فادحة، بسبب نفوق أعداد كبيرة جدا من الدجاج، لارتفاع درجات الحرارة و”الصيصان” لا تتحمل، كما أن الارتفاع الأخير بأسعار الخضراوات والمواد الغذائية واقترابها من أسعار الدجاج، فتزايد الطلب عليه، فكثرة الطلب وقلة الفائض أدت ايضاً إلى المساهمة في ارتفاع أسعاره.
وأشار “رستم” إلى أنه لا يمكن للتجار البيع بالسعر الذي يحدده التموين، وأعطى مثالاً “التموين تسعر شرحات الدجاج بـ 50 ألف ليرة بينما نحن نشتريه بـ 55ألف ليرة، فكيف يمكن الالتزام بهذه التسعيرة التي لا تتطابق مع الواقع”.
فيما يؤكد “سامر” وهو اسم مستعار لأحد تجار الدواجن في ريف دمشق لـ “داما بوست” أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الدواجن، أن بعض تجار ومربي الدواجن يقومون بتهريبه إلى لبنان، لأن الأسعار في لبنان أغلى، كما أن هناك بعض التجار هي من تتحكم في الأسواق، فتقوم بشراء كامل الكميات من الدواجن، واحتكاره ثم الاتفاق فيما بينهم ببيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة.
من جانبه يرى عضو لجنة مربي الدواجن “حكمت حداد” في حديثه لـ “داما بوست”، أن الموضوع لا يسمى احتكاراً، لكن بسبب قلة المادة يقوم التجار بشراء كامل الكميات من المداجن خوفاً من الانقطاع، مشيراً إلى أن هذا الموضوع لا يؤثر على المنافسة، لأنه لا يوجد منافسة من الأساس بسبب قلة الدواجن.
وأوضح “حداد” أن المشكلة الرئيسية في ارتفاع أسعار الدواجن هو ارتفاع سعر الصرف، لأنه يؤثر على أسعار الأعلاف لأن معظمها مستوردة.
وبلغ سعر شرحات الدجاج اليوم في دمشق 55 ألف ليرة سورية، وسجل سعر الفخذ “الوردة” 36 ألفاً، ووصلت أسعار الكبدة “السودة” إلى 40 ألف ليرة سورية، كما بلغت الجوانح 23 ألفاً، بينما سجل سعر الرقاب والظهر بين 7 و8 ألف ليرة، والقوانص 9 آلاف ليرة سورية.