السويداء بين وقف إطلاق النار والتحديات الأمنية: جهود مشتركة لتثبيت الاستقرار
أعلنت وزارة الداخلية السورية، ممثلة بالمتحدث الرسمي نور الدين البابا، عن بدء انتشار قوات الأمن الداخلي في محافظة السويداء بهدف تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقرته رئاسة الجمهورية. وأكد البابا وجود تنسيق مع القوى المحلية لضمان تنفيذ الاتفاق وتحقيق الاستقرار في المحافظة.
وأوضح أن الإجراءات تشمل تأمين خروج المختطفين والمحتجزين، وفتح ممرات إنسانية تسمح للمدنيين المحاصرين بمغادرة المناطق الخطرة بأمان، إضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية. كما أشار إلى إعادة تفعيل مؤسسات الدولة في المحافظة بالتعاون مع العشائر المحلية لتثبيت الأمن والاستقرار.
وأفادت مصادر محلية بأن انتشار قوات الأمن الداخلي شمل الريف الغربي والبلدات الخاضعة لسيطرة العشائر، بينما استمرت الاشتباكات في بعض مناطق داخل مدينة السويداء، مع بقاء مناطق تحت سيطرة ميليشيات مسلحة دون تدخل القوات الأمنية.
من جهته، وصف رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع التطورات الأخيرة في السويداء بأنها “تحول خطير” في مسار الأحداث، محذرًا من أن التصعيد بين المجموعات المحلية كاد أن يتسبب بفوضى لولا تدخل الدولة.
وأشار الشرع إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الجنوب وبعض المؤسسات الحكومية في دمشق زادت من تعقيد الوضع، ما استدعى تدخلات دولية وعربية لاحتواء الأزمة.
وأكد أن غياب مؤسسات الدولة في بعض المناطق أدى إلى فراغ أمني استغله بعض الفصائل المحلية للقيام بهجمات انتقامية، مما دفع قبائل بدوية للتحرك لحماية أنفسهم، مع تسجيل انتهاكات لحقوق الإنسان في بعض الحالات.
وشدد على أن دعم الدولة لمحافظة السويداء سياسيًا وإنسانيًا مستمر، محذرًا من استغلال الأوضاع لصراعات إقليمية تؤثر سلبًا على وحدة البلاد. ودعا إلى توحيد الجهود لمواجهة أي محاولات لزعزعة الأمن.
كما أشاد بدعم المجتمع الدولي لسوريا في مواجهة الهجمات الإسرائيلية، مؤكداً التزام الحكومة بحماية جميع المواطنين، بمن فيهم أبناء الطائفة الدرزية، ودعا إلى عدم تعميم الأحكام السلبية عليهم بسبب تصرفات فردية.
من جانبهم، أعلن “تجمع عشائر الجنوب” التزامه بوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنهم لم يكونوا طرفًا في النزاع، لكنهم دافعوا عن أنفسهم بسبب اعتداءات طالتهم، مطالبين بالإفراج عن المحتجزين وتأمين عودة النازحين وفتح حوار وطني.
وفي الوقت ذاته، عبر القيادي في “تجمع رجال الكرامة” ليث البلعوس عن تعازيه لعائلات الضحايا، محملاً أطرافًا خارجية مسؤولية التصعيد، ومؤكدًا أن أبناء الطائفة الدرزية جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري، مطالبًا بمعاملتهم بعيدًا عن أي تمييز طائفي.
ودعا البلعوس إلى فتح تحقيقات فورية في الانتهاكات التي طالت المدنيين، واتخاذ إجراءات لمنع تكرارها، كما ناشد مجلس الأمن الدولي بدعم وحدة واستقرار سوريا، مشيدًا بمواقف وجهاء السويداء الذين عبروا عن دعمهم للسلطات ورفضهم للعنف.
اقرأ ايضاً:البلعوس: نرفض الانفراد بقرار السويداء وندعو إلى تنسيق مباشر مع الدولة