داما بوست | تركيا
ازدادت عمليات ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا إلى الشمال السوري في الأشهر الأخيرة، دون وجود إحصائيات دقيقة للأعداد، إلا أن وسائل الإعلام تتحدث عن إعادة نحو 100 لاجئ سوري يومياً، عبر منافذ “باب السلامة” و “باب الهوى” و “تل أبيض” الحدودية.
ولم تستثني عمليات الترحيل من لديه حماية مؤقتة أو ما يعرف بـ “الكمليك” وهي أوراق رسمية تصدرها الحكومة للمقيمين الأجانب، ما يعني أنها تندرج ضمن إطار “الإعادة القسرية”.
ويتعرض اللاجئون للضرب والتعنيف النفسي من قبل بعض عناصر مركز “أورفا” ثم يجبرون على توقيع أوراق “العودة الطوعية” رغم أن قانون الحماية المؤقتة في تركيا ينص على توفير الحماية المؤقتة للأجانب الذين أجبروا على مغادرة بلادهم، ولا يمكنهم العودة إلى البلاد التي غادروها، وقد وصلوا إلى تركيا أو عبروا حدودها باندفاع جماعي باحثين عن الحماية العاجلة والمؤقتة.
وأغضبت حملات ترحيل اللاجئين الكثير من السوريين في الداخل أو الخارج، فمن جهته انتقد الناشط الحقوقي “طه الغازي” عبر صفحته على “فيسبوك” قيام رئاسة الهجرة التركية بترحيل قرابة 170 لاجئاً سورياً، عبر معبر “تل أبيض” الحدودي فقط يومي الجمعة والسبت الماضيين.
وذكر أن” العائلات السورية اللاجئة تعاني من سياسات تضييق تجلّت بقطع المياه عن المراكز المقيمة فيها خصوصاً بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مشروع “العودة الطوعية” ومع قرارات رئاسة الهجرة “التعسفية” و”غير الإنسانية” حسب وصفه.
وأضاف.. بات السوريون محاصرون بين قرار الهجرة إلى أوروبا وبين واقع العودة “مجبرين” إلى مناطق الشمال السوري، لافتاً إلى أن الموضوع لا يقتصر على بعض المراكز بل سيطال جميع مراكز الإيواء المؤقتة أو المخيمات.
من جهته كتب الباحث السياسي “محمد هويدي” على فيسبوك، إن “الإخوان المسلمين والمعارضة السورية احتفلوا بفوز إردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية، لكن ذلك لم يغير سياستها تجاه اللاجئين السوريين، فحتى الآن تستمر عمليات ترحيل السوريين من تركيا ولم تقتصر على الأفراد وحسب بل شملت عائلات كاملة”.
وحول الواقع المأساوي الذي يعيشه اللاجئون في تركيا، علق “عبد الله – ع” على أحد المنشورات بأنه “كلاجئ تجنب الذهاب إلى مخفر الشرطة لتقديم شكاوى على خلفية تعرضه إلى الاعتداء والعنصرية خوفاً من ترحيله قسراً” فيما علّق “يوسف – ع” مطالباً بمعاملتهم بالقانون دون عنصرية.
وقال “علي – ح” في تعليق له إن تركيا ولبنان من أكثر الدول عنصرية اتجاه السوريين، ليرد عليه “حسن – م” بأن كل ما قاله إردوغان وادّعى فيه أنه يدافع عن السوريين كان عبارة عن مسرحية و”شكلها خلصت هلأ” بينما اقترح “ابراهيم” أن يخرج كل اللاجئين في مظاهرة ضد الحكومة التركية يطالبون فيها بترحيلهم، عندها سوف تُجبر على حمايتهم”.
وفي مقال لها أشارت الباحثة الاقتصادية رشا سيروب بأن قضيّة اللاجئين السوريين في تركيا “احتلّت متن الخطاب الانتخابي للمرشحين الرئيسيين، وبرغم اختلاف خطط المرشحين للتعامل مع المسألة إلا أن القاسم المشترك بينها تمثّل في تجاهل اتفاقية عام 1951 بشأن اللاجئين التي وقعت عليها تركيا، والتي تمنح لحامل صفة اللاجئ عددًا من الحقوق، بما في ذلك حقّ عدم الإعادة إلى بلد المنشأ (مبدأ عدم الطرد)، حيث تنصّ الاتفاقية في أحد أحكامها الرئيسة “على عدم جواز إعادة اللاجئين إلى بلد يخشون فيه من التعرض للاضطهاد”.