سوريا وتركيا تطلقان تعاوناً صحياً لتشغيل مستشفيات متخصصة بعد قطيعة طويلة

أطلقت سوريا وتركيا مساراً جديداً من التعاون الصحي، هو الأول منذ سنوات، عبر توقيع بروتوكول مشترك لتشغيل مستشفيين متخصصين في دمشق وحلب، في خطوة تُعد مؤشراً واضحاً على بدء تحركات عملية لإعادة تأهيل القطاع الصحي السوري المتضرر بفعل الحرب.

وأكد الوزيران خلال مراسم التوقيع أن هذه الاتفاقية تمهد لتعاون صحي أوسع بين سوريا وتركيا، وتعكس التزاماً مشتركاً بإعادة بناء القطاع الطبي السوري، بالاستفادة من التجربة التركية التي تُعد من بين الأكثر تطوراً عالمياً في مجال الرعاية الصحية.

وأشار الوزير السوري إلى أن مستشفى القلب بدمشق سيبدأ تقديم خدماته خلال 90 يوماً، بينما من المتوقع تشغيل مستشفى الأورام في حلب خلال 180 يوماً. كما نوّه إلى أن التعاون سيتضمن نقل الخبرات التركية في التخطيط والتشغيل والتجهيز الطبي، مما سيساهم في تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة للمرضى في سوريا.

من جانبه، وصف الوزير التركي توقيع الاتفاق بأنه “محطة مفصلية” في مسار العلاقات الصحية بين أنقرة ودمشق، مشيراً إلى أن البروتوكول هو ثمرة جهود مكثفة امتدت على مدى ستة أشهر، تخللتها زيارات ميدانية متعددة لمستشفيات ومديريات صحة في دمشق، حلب، واللاذقية، من قبل وفود فنية وسياسية تركية.

ويُنظر إلى هذا الاتفاق على أنه تطور لافت في مسار العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل التباينات السياسية القائمة، حيث يشكل التعاون الصحي بوابة عملية لإعادة بناء جسور التواصل وتعزيز الاستقرار في المنطقة عبر البعد الإنساني.

وشدّد وزير الصحة التركي، كمال مميش أوغلو، خلال كلمته عقب توقيع البروتوكول، على أن “الإنسان هو جوهر أولوياتنا، وصحة الإنسان لا تعرف حدودًا، فالجغرافيا تفقد معناها عندما يكون الهدف إنقاذ الأرواح”. وأضاف أن تركيا طورت نموذجًا صحيًا متقدمًا قائمًا على المستشفيات الحضرية والبنية التحتية الرقمية، وتسعى إلى نقل هذه التجربة إلى الدول الشريكة والصديقة، وعلى رأسها سوريا.

وأوضح الوزير التركي أن توقيع البروتوكول يأتي تماشياً مع المرحلة الجديدة التي تمر بها سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده سارعت منذ البداية لاتخاذ خطوات عملية لتلبية الاحتياجات الصحية الملحّة في المناطق السورية المتضررة.

واتفق الوزيران على أن البروتوكول لا يقتصر على تشغيل مستشفيين فقط، بل يمثل انطلاقة نحو شراكة صحية استراتيجية طويلة الأمد، تقوم على التضامن والمسؤولية المشتركة في المجال الإنساني.

وأعرب مميش أوغلو عن استعداد بلاده لتقديم كافة إمكانياتها وخبراتها لدعم الشعب السوري في إعادة بناء نظامه الصحي، فيما وصف الوزير السوري، الدكتور مصعب نزال العلي، الاتفاق بأنه “مكسب كبير وخطوة تاريخية تمهد لمستقبل صحي أفضل لسوريا”.

ويأتي هذا التعاون في سياق تحركات أوسع لإعادة تأهيل القطاع الصحي في سوريا، بعد سنوات من التدهور الحاد. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مقدمة لتوسيع التعاون التركي-السوري في ملفات إنسانية وتنموية، بعيدًا عن التجاذبات السياسية، بما يساهم في تحسين الواقع المعيشي والصحي للمواطنين السوريين.

 

اقرأ أيضاً: منظمة قطر الخيرية تبحث دعم القطاع الصحي في سوريا

اقرأ أيضاً: وزير الصحة: خطة لإعادة تأهيل 200 مرفق صحي خلال عام ونص

 

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.