أكد الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله أن جبهة لبنان حجبت قوات العدو الإسرائيلي عن المشاركة في غزة وجزء منها قوات نخبة لأن هناك خوف لدى العدو من دخول المقاومة إلى الجليل الأمر الذي يبقى مطروحاً في حال تطور المواجهة.
وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال التأبيني تكريماً للشهيد طالب سامي عبدالله : بحسب قادة العدو، جبهة لبنان أشغلت أكثر من 100 ألف جندي في قوات العدو وعدة فرق ولولاها لكانت قد توفرت القوات الكافية لهزيمة غزة.
وأوضح السيد نصر الله أنه منذ بداية المعركة في جبهة لبنان لإسناد غزة عملت ماكينة إعلامية ضخمة على تبخيس إنجازات وتضحيات الجبهة الجنوبية وجبهات الإسناد.
قوة تأثير جبهة لبنان
وشدد الأمين العام لحزب الله على أنه من أوضح الأدلة على قوة تأثير جبهة لبنان هو الصراخ الذي نسمعه من قادة العدو ومستوطنيه ولو كان ما يحصل في جبهة الجنوب بدون تأثير لما سمعنا صراخهم وعويلهم.
وبين السيد نصر الله أن جبهة لبنان المُساندة تواصل عملياتها وتُلحق الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والنفسية بالعدو أيضاً وتُقدّم التضحيات، لافتاً إلى أن صورة العدو عسكرياً أمنياً ردعياً انهارت ويبدو جيشه مهزوماً منهاراً تعباً ومنهكاً.
وأشار السيد نصر الله إلى أن العدو الصهيوني بسبب عدم قدرته على المواجهة في جبهات متعددة تكفلت أميركا وبريطانيا بجبهة اليمن التي أظهرت فشل واشنطن ولندن في وقف العمليات وعجز العدو عن مواجهتها
وأضاف الأمين العام لحزب الله: جبهة لبنان إلى جانب استنزاف العدو هجّرت عشرات الآلاف من المستوطنين إضافة إلى خسائر اقتصادية وسياحية حتى بات هناك للمرة الأولى حزام أمني شمال فلسطين المحتلة
صمود المقاومة أسطوري
ونوه السيد نصر الله بالقتال الأسطوري للمقاومة في غزة والخسائر التي لحقت بالعدو رغم أن عدة فرق من جيشه ورغم القصف عجز عن انهاء معركة رفح المُحاصرة وفشل أمام صمود المقاومة.
وقال السيد نصر الله: العدو اضطر لإخلاء قواعده وذهب لانشاء قواعد مستحدثة خلف الجبال ولم يحسبوا حسابًا للمسيرات وبفضل الله “هُدهدنا” يأتينا بالمعلومات ونستهدفها بـ”الطيور الصافات”.
وأكد السيد نصر الله أن هناك خسائر هائلة لحقت بكيان العدو بشرياً واستراتيجياً ولن يستطيع إخفاء الأمر في نهاية المطاف فهناك 8636 معوّقاً وفق إحصاءات رسمية فكم عدد القتلى والجرحى؟.
البيئة الحاضنة من أهم عناصر القوة
وبين نصر الله أن البيئة الحاضنة هي من أهم عناصر القوة في تجربة المقاومة وهي بيئة صامدة وصابرة قدّمت بيوتها وأموالها وأرزاقها خلال المعركة، مؤكداً أن هذه البيئة ما زالت صامدة وهي مدعاة للافتخار والاعتزاز.
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أن التهديد بالحرب على مدى 8 أشهر لا يخيفنا وهناك أناسٌ يقيّمون هذا الاحتمال على أنه جدي، ونحن كمقاومة حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعاً.
وأضاف: العدوّ يعلم أنه لن يبقى مكاناً في الكيان سالماً من صواريخنا ومُسيّراتنا وليس عشوائياً ولدينا بنك أهداف حقيقي وكبير ولدينا القدرة على الوصول لهذه الأهداف بما يزعزع أُسس الكيان، لافتاً إلى أن العدوّ يعرف أيضاً أن ما ينتظره في البحر المتوسط كبير جداً وكلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف.
وبيّن نصر الله، أن العدوّ يعلم أنه ليس قادراً على الدفاع عن كيانه والدليل عملية الوعد الصادق من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران ورغم الدعم الدولي وصلت الصواريخ والمسيرات إلى الكيان فكيف إذا كانت المعركة معنا على بُعد كيلومترات، موضحاً بأن العدوّ يعلم أنّه عليه أن ينتظرنا براً وبحراً وجواً وإذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف، مؤكداً أنه يعلم وسيده الأميركي أن شن الحرب على لبنان ستحمل تداعيات في المنطقة والإقليم.
المناورات الصهيونية في قبرص
كما تطرق الأمين العام لحزب الله، إلى المناورات الصهيونية في قبرص، وقال : ألفت نظر الحكومة القبرصية أن لدينا معلومات بأن جيش العدوّ يُجري مناورات استعداداً لحرب لبنان هناك ومطارات قبرص مفتوحة للطائرات “الإسرائيلية”، وبكلمة واحدة أقول إن على الحكومة القبرصية أن تحذر، مؤكداً بأن فتح المطارات للعدو لضرب لبنان يعني أن قبرص جزء من الحرب وسنتعاطى معها على أنها جزء من الحرب.
وختم الأمين العام لحزب الله كلمته قائلاً: لمن يهول علينا بالحرب لدي قناعة أن أميركا خائفة على كيان العدوّ وعلى العدوّ أن يخاف أيضاً أما نحن فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزّة وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا والحل بسيط هو بوقف الحرب في غزّة وعلى أهلنا في غزّة.