يحتفي العالم اليوم بلغة “الضاد” لغتنا العربية الفصحى أحد أقدم اللغات الحية والأكثر انتشاراً وتنوعاً في العالم لجمالية كلماتها المنطوقة وسلاسة حروفها.
ولعل غنى لغتنا الجميلة وثراؤها في جمال صوتها، وغزارة مرادفاتها واشتقاقاتها، وتنوع صيغها النحوية والصرفية وفصاحة أساليبها البلاغية جعلها بين اللغات الخمس الأكثر استعمالاً في العالم بالإضافة الى الصينية والإنكليزية والإسبانية والهندية.
احتفالنا اليوم بلغتنا الأصيلة هو تعبير عن تمسكنا بحضارتنا وتراثنا في وجه التحديات الكبيرة التي باتت تواجها والتي يتمثل أهمها باستبدال لغتنا الفصحى باللهجات العامية إضافة إلى إدخال مفردات غربية عليها بهدف إضاعة هويتها وتميعها.
ولعل التحدي الأكبر الذي يواجه لغتنا العريقة هو الغزو الفكري القادم من بلدان الغرب والمتمثل أخيراً بالعولمة التي تريد ابتلاع ثقافات الشعوب والأمم والقضاء على هذا التنوع اللغوي في العالم والذي لا يمكن محاربته إلا من خلال التمسك بثوابتنا الثقافية وشخصيتنا القومية.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها اللغة العربية من محاولات اقصاء وتشويه إلا أنها لا تزال إلى يومنا تتبوأ مقاماً عالمياً لعراقتها وعدد الناطقين بحروفها والبالغين أكثر من 500 مليون متكلم في الدول العربية وحدها ورغبة الكثيرين من أبناء الدول الإسلامية البلغ عددهم نحو مليار ونصف المليار إلى تعلمها إضافة الى عزم الكثير من جامعات العالم اعتمادها كلغة رسمية في بعض الجامعات الأجنبية.
وتجدر الإشارة الى أن الأمم المتحدة اعتمدت اللغة العربية بين اللغات العالمية عام 1973 حيث كان لهذا التاريخ دلالة تعود لحرب تشرين التحريرية التي أثبت فيها العرب تضامنهم ووحدة كلمتهم وانتصارهم على العدو الإسرائيلي، حيث فرضوا وجودهم على الصعيد العالمي.
وتكريماً للغتنا الفريدة تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) باليوم العالمي للغة العربية لعام 2023، الذي يوافق الثامن عشر من كانون الثاني كل عام، تحت شعار “العربية: لغة الشعر والفنون”
وقالت “اليونسكو“، بحسب موقع الأمم المتحدة، إن اللغة العربية اشتهرت منذ زمن بعيد بمساهمتها في الشعر والفنون، وأنها لغة ذات قوّة راسخة وأبدَعت آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب.
وأشارت إلى أن الاحتفال هذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة، وأنّ “اليونسكو”، وإذ تصبو إلى الإشادة بزهاء اللغة العربيّة على الصعيدَين الشعري والفني، ستجمع باحثين وأكاديميين وشباب ورؤساء هيئات دولية.
وأكدت أن اليوم العالمي للغة العربية منبر ثابت للتعمق في مناقشات بشأن تأثير اللغة العربية في تشكيل المعارف، والتحولات المجتمعية من خلال الشعر، فضلاً عن تأثيرها في الفنون، مع تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات.
المقال السابق
المقال التالي