أعراض عادية… مخاطر كارثية! الملاريا في الحمل وكيف تتسلل لتدمر المناعة والمشيمة.

مرض الملاريا، الهاجس العالمي، يتحول إلى تهديد مضاعف عندما يصيب المرأة الحامل. هذا الخطر الصامت يشكل اعتداءً مباشرًا على صحتها وصحة جنينها معًا، خاصة وأن مناعة الجسم الطبيعية تضعف خلال فترة الحمل، مما يجعل الأم أكثر عرضة لمضاعفات المرض الخطيرة.

لهذا، من الضروري أن تكون المرأة الحامل على دراية كاملة بكيفية تأثير الملاريا، وأعراضها، ومخاطرها، وأهم طرق الوقاية والعلاج لضمان حمل آمن وولادة مستقرة.

كيف تتسلل الملاريا وتؤثر على الحامل؟

توضح الدكتورة فاني مادهوري، أخصائية التوليد، أن الملاريا في الحمل تنتج غالبًا عن طفيليات المتصورة المنجلية والنشيطة، وهما الأكثر خطورة على الحوامل. تعود خطورة المرض إلى عاملين رئيسيين:

أولاً:

ضعف المناعة وسرعة تكاثر الطفيليات. خلال الحمل، يقل الدفاع المناعي، مما يسمح لطفيليات الملاريا بالتكاثر بسرعة فائقة داخل الجسم، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض وارتفاع شدة العدوى.

ثانياً:

تراكم الطفيليات في المشيمة. هذا هو أخطر المضاعفات، حيث تتجمع الطفيليات في المشيمة، مسببة التهابًا يعيق وصول الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية من الأم إلى الجنين. هذا التأثير يعيق نمو الجنين بشكل مباشر.

النتيجة هي خطر مزدوج، يهدد الأم بمضاعفات مثل فقر الدم الحاد، وانخفاض سكر الدم، ويهدد الجنين بالولادة المبكرة، أو انخفاض وزن المولود، وقد يصل الأمر إلى الإجهاض في الحالات الشديدة.

جرس الإنذار: أبرز أعراض الملاريا لدى الحوامل

الملاريا تظهر بأعراض قد تبدو مألوفة، لكن خطورتها تتضاعف عند الحامل، وتشمل: الحمى والقشعريرة المتكررة، التعرق الشديد، الصداع المستمر، الغثيان والتقيؤ، والإرهاق العام والشديد.

إذا لم تُعالج هذه الأعراض فورًا، فإن مضاعفاتها قد تشمل فقر دم حاد، مشكلات في التنفس، أو حتى وفاة الأم والجنين، مما يجعل التشخيص الفوري عاملًا حاسمًا لإنقاذ الأرواح.

العلاج والوقاية: خريطة طريق لحمل آمن

يؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر والعلاج الفوري هما خط الدفاع الأول. يختلف العلاج حسب مرحلة الحمل:

في الثلث الأول من الحمل، يُفضل استخدام دواء الكوينين مع الكليندامايسين لكونه آمنًا نسبيًا. أما في الثلثين الثاني والثالث، فيُعتمد عادةً على العلاجات القائمة على الأرتيسونات لفاعليتها العالية في السيطرة على الطفيليات. الحالات الشديدة تتطلب دائمًا رعاية طبية مكثفة وعلاج وريدي داخل المستشفى.

أما الوقاية، فهي المفتاح الذهبي للحماية، خاصة في المناطق الموبوءة:

يجب إجراء اختبارات الملاريا بانتظام خلال زيارات متابعة الحمل للكشف المبكر. كما يُنصح بتناول العلاج الوقائي المتقطع (IPTp) بدءًا من الثلث الثاني من الحمل، واستخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات أثناء النوم، والحرص على التعرف على الأعراض والإبلاغ عنها مبكرًا للطبيب.

الملاريا أثناء الحمل ليست مرضًا عابرًا، بل هي تهديد حقيقي يستلزم الالتزام بالفحوص الدورية، والتشخيص والعلاج الفوري، واتباع وسائل الوقاية الفعّالة لضمان حمل صحي وآمن لكل امرأة.

إقرأ أيضاً : ثورة في عالم الأورام: الذكاء الاصطناعي و”البصمات الجزيئية” يكسران شيفرة سرطان الثدي!

إقرأ أيضاً : العودة إلى الرشاقة بأمان: خطة الأم الجديدة لشد البطن السفلي دون مخاطر!

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.