داما بوست- عمار ابراهيم| ركزت غارات العدو الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة على منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي، على ضرب المرافق الحيوية فيها، بدءاً من المنطقة الصناعية داخل المدينة وصولاً إلى الجسور المحيطة بها.
وترتبط منطقة القصير فيما بينها بعدة جسور متوزعة على شريط نهر العاصي مجرد دخوله إلى الأراضي السورية، وما كان لطيران الاحتلال إلا تدميرها جميعاً والبالغ عددها 7 جسور ما تسبب بتقطع أوصال المنطقة.
وقال أحد سكان المدينة إن “استهداف المنطقة الصناعية وسط القصير أدى إلى تضرر محال صيانة السيارات والجرارات وعدد من المحال التجارية فيها، وتتطلب إعادة ترميمها وقتاً طويلاً ومبالغ مالية كبيرة”.
بدوره، تحدث أحد المزارعين عن تأثير استهداف الجسور على العمل في الأراضي الزراعية، وبشكل خاص مع توجه معظم العائلات إلى أراضيهم لقطاف موسم الزيتون واستخدام الجرارات الزراعية والسيارات الشاحنة.
من جهته، بين مصدر في بلدية القصير خلال حديثه لشبكة “داما بوست” أن “الجسور تخديمية بالمطلق، ولعبت دوراً كبيراً ومهماً في حياة الأهالي وبشكل خاص للمزارعين الذين يتنقلون ما بين ضفاف النهر للوصول إلى الأراضي الزراعية”.
اقرأ أيضاً: عدوان إسرائيلي على القصير بريف حمص.. إصابة 11 شخصاً بجروح
وحول قيمة الأضرار التي وقعت وتكاليف إعادة ترميمها، أشار المصدر إلى أنها “تحتاج ميزانية مالية ضخمة جداً، وقد تستغرق بعض الوقت لإعادة الوضع عما كان عليه في السابق”.
ولفت المصدر في بلدية القصير إلى أنه”من بين الجسور المدمرة يوجد جسران أثريان تاريخيان تعرضا للتدمير الكلي بفعل الضربات، أحدهما قرب “طاحونة القنطرة” والآخر قرب “طاحونة قادش”، ويتوجب دراسة وضعهما بدقة قبل ترميمها من قبل الجهات المعنية ومنها مديرية الآثار نظراً للأهمية التاريخية الكبيرة للجسرين”.
هذا واستهداف العدو الإسرائيلي جسر المقاصف في قرية ربلة بالقرب من مقام السيدة العذراء وجسر الخشب على نهر العاصي ما أدى إلى تدميرهما بالكامل وخروجهما عن الخدمة، والجسر العالي أو جسر الموح والذي خرج عن الخدمة بشكل جزئي.
بالإضافة إلى جسر طاحونة تل النبي مندو وجسر الحوز وجسر في قرية الجوبانية وهما يعودان إلى تحويلة حمص الكبرى، وفق المصدر.
وطال العدوان الإسرائيلي أيضاً طريق الجوبانية – لفتايا – سنون، وطريق الجوبانية – وجه الحجر – وسنون، اللذين يربطان القصير بالطريق العام حمص – طرطوس.
وطالت إحدى الغارات محطة الوقود الوحيدة التي يعتمد عليها السكان في القصير لتأمين مخصصاتهم من المحروقات.
وعن دور الجهات الحكومية في المحافظة، أوضح المصدر أنه “تم القيام بجولات تفقدية من قبل الجهات المعنية والتوجيه باتخاذ الإجراءات من قبل جميع الجهات كل باختصاصه، وتأمين معابر إسعافية لسيارات الإطفاء والإسعاف وسيارات الخدمة لنقل الطلاب والموظفين”.
كما قامت شركة كهرباء حمص بوصل خطوط التوتر العالي والمتوسط بعد ساعات من العدوان الأخير، وقامت مؤسسة مياه حمص بضخ المياه بعد وصل الكهرباء، وووصل كبل الهاتف مباشرة أيضاً.
وكانت بدأت أعمال صيانة وإصلاح الطرق المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي على القصير، وفق ما ذكره مصدر في محافظة حمص لشبكة “داما بوست”.
وبين المصدر أن “آليات وورشات الخدمات الفنية بحمص باشرت بصيانة وإصلاح عدد من الطرق المتضررة جراء العدوان الجوي الإسرائيلي في منطقة القصير وإعادة حركة السير على هذه الطرق ذهاباً وإياباً”.
وأشار إلى أنه “من المقرر البدء بأعمال تقييم الأضرار للجسور التي خرجت عن الخدمة على نهر العاصي ليتم العمل لاحقاً بإعادة تأهيلها بعد إجراء الدراسات الفنية اللازمة”.
الجدير بالذكر أن مدينة القصير استقبلت حوالي 450 عائلة لبنانية وسورية وافدة حتى الآن، مع الإشارة إلى أن الرقم متغير بشكل شبه يومي وفق المصدر في بلدية القصير.
ولم يكتف العدو الإسرائيلي بقتل المدنيين في سوريا ولبنان وقطاع غزة منذ نحو عام، بل استمرت آلته العسكرية الوحشية باستهداف جميع مرافق الحياة الأساسية دون أي اعتبار.
وتعمد جيش العدو الإسرائيلي في اعتداءاته المستمرة على ضرب المشافي والمدارس ومحطات الوقود والمياه، ليزيد من معاناة السكان فيما يشكل عقوبة جماعية لمئات الآلاف منهم.
اقرأ أيضاً: ما هي أبرز الجسور والطرق التي استهدفها العدو الإسرائيلي في القصير بريف حمص؟