تصاعد عمليات السطو على محال الصاغة في سوريا

شهدت مدينة دير الزور صباح اليوم السبت حادثة سطو مسلح جديدة استهدفت صائغًا أثناء توجهه إلى عمله، في واقعة هي الأحدث ضمن سلسلة من الهجمات التي طالت محال الصاغة في عدد من المدن السورية منذ مطلع العام الجاري.

ووفقًا لما نقلته منصة “صوت المدينة”، فقد تعرّض الصائغ محمود العبد الله لهجوم نفّذته مجموعة ملثّمة مكوّنة من عدة أشخاص يستقلّون أربع سيارات ويرتدون زيّ الأمن العام. وبحسب الرواية، فإن المسلحين أوقفوا “العبد الله” في حي الجورة – شارع الوادي، وسلبوه حقيبة مليئة بالذهب كان يحملها برفقة أبنائه أثناء توجههم إلى محلهم.

وخلال محاولة أحد الأبناء الدفاع عن والده وإطلاق النار على المهاجمين، تلقّى ضربة قوية على رأسه من أحد المسلحين ببندقية، ما أفقده الوعي، ونُقل لاحقًا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأشارت المصادر إلى أن عناصر من الأمن العام تسلّموا تسجيلات كاميرات المراقبة لمتابعة التحقيقات وتحديد هوية الفاعلين.

حوادث متكررة بأساليب متشابهة

الحادثة الأخيرة ليست الأولى من نوعها هذا العام. ففي آب الماضي، شهدت مدينة جبلة على الساحل السوري عملية سطو جريئة استهدفت الصائغ أيمن فران داخل محله في وضح النهار. وظهر “فران” في مقطع مصوّر تداولته صفحات محلية، يروي كيف اقتحم مسلحون متجره عند الساعة العاشرة صباحًا، مدّعين انتماءهم للأمن الداخلي، قبل أن يقيدوه مع ابنه ويسرقوا نحو أربعة كيلوغرامات من الذهب، ثم ينزعوا كاميرات المراقبة ويغادروا بسيارة تحمل شعارات أمنية.

اللافت أن مخفر جبلة نفى حينها علمه بأي دورية تابعة للأمن الداخلي توجهت إلى المنطقة، معلنًا فتح تحقيق رسمي في الحادثة.

وفي شباط الماضي، كانت مدينة حماة مسرحًا لعملية سطو مشابهة، حيث ذكر الصائغ جبران شهدا في لقاء مع تلفزيون سوريا أن مسلحين يستقلون سيارة سنتافيه فضية أوقفوه مع ابنه وسلبوه كيلوغرامًا ونصفًا من المصاغ الذهبي كان يخفيه في سترته.

وفي الشهر نفسه، تداولت صفحات محلية مقطعًا مصورًا يوثّق لحظة طعن صائغ داخل متجره في دمشق، ما أثار موجة غضب واسعة، قبل أن تعلن وزارة الداخلية القبض على الجاني خلال أقل من 24 ساعة.

تساؤلات حول المشهد الأمني

تكرار هذه الحوادث في دير الزور وجبلة وحماة ودمشق، وبأساليب متقاربة من حيث استخدام سيارات تحمل شعارات أمنية أو تنكر منفذيها بزي رسمي، يثير مخاوف متزايدة لدى أصحاب محال الذهب ويطرح علامات استفهام حول مستوى السيطرة الأمنية في المدن السورية.

ويرى مراقبون أن هذه الوقائع لم تعد مجرّد حوادث فردية، بل مؤشرات على تآكل الثقة بالأجهزة الأمنية وضعف قدرتها على فرض الحد الأدنى من الأمان، خاصة في ظل تنفيذ بعض العمليات في أوقات الذروة وضمن مناطق مكتظة.

ورغم أن الجهات الرسمية تكرّر تأكيدها فتح تحقيقات في كل حادثة، إلا أن استمرار السرقات بهذا النسق المنظم يشير، وفق متابعين، إلى اتساع ظاهرة العصابات المتخصصة بالسطو المسلح، واستغلالها لحالة الفوضى الأمنية التي تعيشها البلاد منذ سنوات.

اقرأ أيضاً:سوق الذهب في سوريا خارج السيطرة؟ تفاوت كبير بين التسعيرة الرسمية وسعر البيع الفعلي

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.