مأساة العائدين إلى ريفي إدلب وحماة: برد الشتاء يهدد الأسر في مساكن غير صالحة للسكن
مع اقتراب فصل الشتاء، تواجه آلاف الأسر العائدة إلى مناطق ريف إدلب وريف حماة تحديات إنسانية خطيرة، في ظل مساكن مدمرة جزئيًا أو غير صالحة للسكن نتيجة سنوات الحرب. ومع غياب الدعم الكافي، يعيش السكان في ظروف قاسية داخل منازل متهالكة، كرفانات، أو حتى خيام، وسط نقص حاد في وسائل التدفئة وارتفاع كبير في تكاليف البناء والترميم.
عودة النازحين إلى قرى مدمرة بعد سقوط النظام:
منذ سقوط نظام الأسد، عادت آلاف العائلات النازحة إلى قراها المدمرة بفعل الحرب، لتجد أمامها واقعًا مأساويًا يتمثل في غياب البنية التحتية السكنية، وعدم القدرة على إعادة إعمار البيوت بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور وارتفاع أسعار مواد البناء.
مساكن بلا أبواب ولا نوافذ.. وأسطح مغطاة بالبلاستيك:
أجبرت الظروف المعيشية القاسية السكان على اعتماد حلول بديلة، مثل تغطية النوافذ بالكرتون والنايلون، واستبدال الأبواب ببطانيات، وسقف المنازل المدمرة بأغطية بلاستيكية (شادر)، لتوفير الحد الأدنى من الحماية من البرد. ويقول محمد العمر، وهو نازح عاد إلى قريته في ريف إدلب: “تكاليف الترميم تتجاوز 2000 دولار، وأنا عاجز عن دفعها، فغطيت السقف بالشادر وعدت إلى واقع لا يختلف عن النزوح”.
الخيام والكرفانات.. الحل الوحيد وسط الفقر:
نظراً لارتفاع تكاليف البناء، لجأت بعض العائلات إلى نقل خيامهم وكرفاناتهم التي كانوا يقيمون فيها خلال سنوات النزوح، ونصبها فوق أنقاض منازلهم. ويعكس هذا الحل المؤقت مدى العجز الاقتصادي وغياب الدعم الفعّال لمشاريع إعادة الإعمار.
أزمة تدفئة حادة وشتاء ينذر بكارثة إنسانية:
تشكل درجات الحرارة المنخفضة في الشتاء تهديدًا يوميًا للأسر العائدة، في ظل عدم توفر وسائل تدفئة كافية، وارتفاع أسعار المحروقات والحطب، إضافة إلى ضعف البنية الإنشائية للمساكن. ويُعد هذا التحدي من أكبر المخاطر التي تهدد حياة الأطفال وكبار السن في تلك المناطق.
دعوات لتدخل عاجل وإعادة الإعمار:
يطالب ناشطون ومراقبون بضرورة تدخل الجهات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل لتقديم:
1- مشاريع دعم سكني لترميم المنازل المتضررة.
2- مساعدات شتوية عاجلة تشمل وقود التدفئة، البطانيات، والمدافئ.
3- برامج إعادة إعمار طويلة الأمد تضمن الحد الأدنى من الاستقرار.
إقرأ أيضاً: عودة أكثر من 160 ألف لاجئ سوري من الأردن إلى سوريا
إقرأ أيضاً: نازحون سوريون يعودون إلى الخيام مجدداً.. الإيجارات تتحوّل إلى رفاهية