اللجنة العليا للانتخابات تقر قوائم تل أبيض ورأس العين وتؤجل الاقتراع في ثلاث محافظات سورية
أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب عن استمرار تأجيل الانتخابات في محافظات الرقة والحسكة والسويداء، نتيجة مفاوضات جرت بين الدولة وسلطات الأمر الواقع في تلك المناطق.
في المقابل، أقرت اللجنة القوائم النهائية للهيئة الناخبة في دائرتي تل أبيض ورأس العين، وحددت موعداً جديداً للاقتراع فيهما.
صرح عضو اللجنة، أنس العبدة، أن التأجيل جاء في إطار “تفاهمات تعكس رغبة السكان المحليين في المشاركة السياسية”.
مشيراً إلى أن موعد الانتخابات في دائرتي تل أبيض ورأس العين قد حُدِّد يوم الخميس الموافق 23 تشرين الأول الجاري.
انفتاح سياسي وتخصيص مقاعد للمرأة
أكد العبدة أن اللجنة استقبلت وفوداً من الحسكة والرقة، وتم التوصل إلى استعدادات متقدمة لإجراء الانتخابات في تل أبيض ورأس العين، وسيتم فتح باب الترشح أمام المرشحين غداً وبعد غد.
وشدد العبدة على أن المعايير الجديدة للانتخابات تهدف إلى ضمان الشفافية والتنوع المجتمعي،
وتم تخصيص 20% من المقاعد لتمثيل النساء في خطوة لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة السورية.
وأشار العبدة إلى أن اللجنة تسعى لخلق بيئة أكثر توازناً وعدالة، خاصة في ظل ضعف تمثيل النساء في الانتخابات الماضية
اعتماد القوائم النهائية وإعادة تسمية مجلس الشعب
أصدرت اللجنة العليا للانتخابات القرارين رقم (71 و72) المتضمنين اعتماد القوائم النهائية لأعضاء الهيئة الناخبة في تل أبيض ورأس العين:
تل أبيض: ضمت القائمة النهائية 100 عضواً.
رأس العين: ضمت القائمة النهائية 50 عضواً.
وفي سياق الإصلاحات السياسية، أوضح العبدة أن إعادة تسمية “مجلس الشعب” باتت مطروحة للنقاش وستُترك لإرادة الأعضاء المنتخبين.
كما أشار إلى رغبة شعبية واسعة في تغيير الاسم الحالي لما يحمله من دلالات سلبية مرتبطة بمرحلة النظام السابق.
محطة تأسيسية وتحديات المرحلة الانتقالية
من جهته، وصف الدكتور نوار نجمة، المتحدث باسم اللجنة العليا، هذه الانتخابات بأنها “التجربة الأولى بعد التحول السياسي” في سوريا و”محطة تأسيسية في بناء وعي وطني جديد يتجاوز ثقافة النظام السابق”.
وأوضح نجمة أن اللجنة حرصت على منع عودة رموز النظام السابق عبر المال السياسي أو النفوذ العشائري،
مؤكداً أن الرقابة الشعبية عبر لجان الطعون شكلت خطوة مهمة لإشراك المجتمع في مراقبة العملية.
وختم نجمة بالقول إن الانتخابات الحالية كشفت عن تحديات اجتماعية وثقافية متراكمة (طائفية ومناطقية وضعف مشاركة المرأة) وهي ظواهر تحتاج وقتاً للمعالجة.
وذكر أن الشعار الأصدق في المرحلة المقبلة هو «الشعب يريد بناء الوطن».
يُذكر أن الانتخابات تشهد تنافس 1578 مرشحاً في 50 دائرة انتخابية على 140 مقعداً من أصل 210.حيث يُنتخب الثلثان بالاقتراع المباشر، فيما يعيّن رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع الثلث المتبقي
إقرأ أيضاً: تجارة الصحة النفسية في سوريا: كيف يستغل غير المؤهلين حاجة الناس؟
إقرأ أيضاً: مشافي سوريا: انهيار الطبابة المجانية وتحوّل المشافي إلى هياكل مفرغة