بدون منافسة.. هل تمنح الحكومة الانتقالية شركة طيبة إدارة محطات الوقود؟

كشفت مصادر محلية عبر صفحة “النافذة الذكية” عن مباحثات جارية بين وزارة الطاقة السورية وشركة “طيبة الخاصة للمحروقات”، تتعلق بمنح الشركة إدارة نحو 40 محطة وقود حكومية تابعة لـ “سادكوب”، دون الإعلان عن فتح باب المنافسة أو تقديم عروض لشركات أخرى.

من هي شركة طيبة للمحروقات؟

تُعرف شركة “طيبة” بأنها من أبرز شركات المحروقات العاملة في إدلب، حيث ظهرت بقوة في السنوات الأخيرة باعتبارها ذراعًا اقتصاديًا تابعًا لـ “هيئة تحرير الشام”، وفقًا لتحقيقات نشرتها عدة منصات إعلامية، من بينها “اقتصاد، مال وأعمال السوريين” و”أخبار الآن”.

علاقات “طيبة” بهيئة تحرير الشام:

تأسست الشركة في أواخر عام 2019، بتمويل من “صندوق البركة للاستثمار”، الذي يُعد أحد مشاريع المؤسسة العامة لإدارة النقد التابعة لما كان يُعرف بذلك الوقت “حكومة الإنقاذ” الذراع السياسي لـ “هيئة تحرير الشام”.

وتعتبر شركة “وتد للبترول” شريكًا استراتيجيًا لطيبة، حيث تتولى استيراد المحروقات من تركيا، بينما تستحوذ “طيبة” على عقود ومناقصات وقود التدفئة، خاصة تلك التي تطرحها المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.

احتكار السوق في إدلب:

في تقرير نُشر بتاريخ 3 نيسان 2021، أشار موقع “اقتصاد السوريين” إلى أن شركة طيبة للمحروقات تسيطر فعليًا على سوق المناقصات في شمال غرب سوريا، محققة أرباحًا شهرية تجاوزت 12 دولارًا للسهم الواحد للمساهمين، بنسبة عائد وصلت إلى 8% خلال مارس من ذلك العام.

تحقيقات أخرى، كتحقيق “أخبار الآن” في يناير 2023، أكدت أن طيبة و6 شركات أُخرى تم ترخيصها بعد حل “وتد للبترول”، جميعها تتبع لهيئة تحرير الشام، وتعمل على احتكار بيع المحروقات وافتعال الأزمات ورفع الأسعار بشكل متكرر.

صلة محتملة مع شخصيات حكومية؟

في تقرير لـ “صدى” نُشر في سبتمبر 2025، أُثيرت تساؤلات حول وجود صلات محتملة بين شركة طيبة وشخصيات في القيادة السورية، ما يفتح الباب أمام احتمال تمهيد الأرضية لتوسّع طيبة، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه محاولة لإضفاء الشرعية على شركة مثيرة للجدل.

خلاصة:

منح إدارة عشرات محطات الوقود الحكومية لشركة طيبة يثير تساؤلات جدية حول الشفافية، ويعيد إلى الواجهة قضية احتكار المحروقات، وارتباط الاقتصاد بمصالح شخصيات تستغل موقعه في السلطة الجديدة، في وقت تعاني فيه سوريا من أزمات معيشية متفاقمة وغياب المنافسة العادلة في السوق.

إقرأ أيضاً: موجة تظاهرات شعبية تضرب سوريا مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والإدارية

إقرأ أيضاً: شركة الراقي في إدلب: هل تؤسس هيئة تحرير الشام ذراعًا اقتصادية تحت ستار إعادة الإعمار؟

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.