ارتفاع أسعار المواد الغذائية يضغط على القدرة الشرائية للأسر السورية

شهدت الأسواق السورية خلال الأسابيع الماضية موجة متواصلة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، تراوحت نسبتها بين 30 و40%، ما زاد الأعباء المعيشية على الأسر، خصوصًا محدودة الدخل.

وأظهرت بيانات رسمية ومعلومات من مواقع صحفية أن الأسعار شهدت تفاوتًا ملحوظًا بين محافظة وأخرى، حيث ارتفعت أسعار الفروج والبيض والزيوت النباتية، إضافة إلى الخضار والفواكه، بشكل تجاوز قدرة العديد من الأسر على المتابعة اليومية، وسط صعوبة موازنة التكاليف مع الدخل المتاح.

ويربط المواطنون السبب الرئيس لهذا التذبذب بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، إذ يقوم العديد من تجار الجملة بتسعير بضاعتهم بالدولار، ما يجعل الأسعار عرضة للتغير اليومي، وأحيانًا أكثر من مرة في اليوم الواحد. وأشار البعض إلى أن رفع الأسعار يتم أحيانًا كإجراء احترازي لحماية التجار من الخسائر المحتملة.

كما ساهم موسم المدارس والتحضيرات للمونة الشتوية في زيادة الطلب على المواد الغذائية، ما دفع بعض التجار لرفع الأسعار، خصوصًا مع ارتفاع تكاليف النقل والطاقة. ويؤكد عدد من التجار أن الأسواق تشهد وفرة في المعروض، وأن الاحتكار ليس السبب الرئيس في الارتفاعات الأخيرة.

إلا أن المواطنين يعبرون عن قلقهم من تراجع القدرة الشرائية، معتبرين أن الأسعار لا تعكس الواقع الاقتصادي بدقة، بل تتأثر بمزاجية التجار والمضاربات في سوق العملات. ويزداد القلق مع اقتراب شهر أيلول وبدء العام الدراسي، حيث يزداد الضغط على الأسر بسبب شراء المستلزمات المدرسية وتحضير المؤونة الشتوية.

وفي هذا السياق، تواصل مديريات التجارة الداخلية جولاتها على الأسواق لضبط الأسعار، مؤكدة أن التجارة يجب أن تخضع لمبدأ المنافسة وعرض السلع بأسعار عادلة، مع تنظيم الضبوط بحق المخالفين الذين يمارسون الربح الفاحش أو يتداولون فواتير غير نظامية.

ويؤكد خبراء الاقتصاد أن ضبط سعر الصرف والرقابة الفعالة على الأسواق يمثلان العاملين الرئيسيين لاحتواء موجة الغلاء وحماية القدرة الشرائية، خصوصًا في ظل استمرار التذبذب المالي.

وتشير التقارير إلى تفاوت إقليمي في الأسعار، حيث شهدت حلب ودرعا ارتفاعًا في أسعار الزيت النباتي وزيت الزيتون، بينما انخفضت أسعار السمك في اللاذقية نتيجة وفرة المعروض وتراجع الطلب، ما يعكس تفاوت الأوضاع بين المحافظات السورية المختلفة.

اقرأ أيضاً:استيراد الخضار التركية يغرق أسواق درعا ويُعمّق أزمة المزارعين السوريين

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.