داما بوست | عمار ابراهيم ما إن اقترب موعد قطاف الزيتون حتى بدأت أجور العمال بالارتفاع التدريجي ووصولها إلى أرقام قياسية.
وينتظر معظم السوريون هطول أول مطرة مع نهاية أيلول قبل التوجه إلى اراضيهم لجني المحصول، إلا أن بعضهم يضطرون للبحث عن عمال وورشات خاصة نظراً لحاجتهم إلى اليد العاملة.
ويجد المزارعون في أرياف المحافظات في موسم الزيتون فرصة مناسبة لتأمين مونة الشتاء من جهة، ومصدر مالي جيد بعد ارتفاع سعر “تنكة” زيت الزيتون منه إلى أكثر من مليون ليرة سورية.
ويوفر الموسم ايضاً فرصة عمل مناسبة للكثيرين مقابل ساعات معدودة من العمل في ظل ارتفاع تكاليف الحياة، ما يؤدي لتنشيط حركة العمل بعد الاتفاق على سعر مناسب مع صاحب الأرض.
وقال عبدالله (30 عاماً) لشبكة “داما بوست” إنه يتم التعاقد معه في كل موسم على العمل في أراضي قرية تلكلخ، إما عن طريق الاجرة يومياً او عن طريق تقاضي نسبة من الزيت المنتج.
وأكد عبدالله أن “العمل في قطاف الزيتون يؤمّن الزيتون والزيت كمؤونة لعائلتي، وخاصة أنني لا أملك أشجار زيتون، كما أوفر أجور النقل باعتبار العمل يكون في قريتي، إذ أؤمن مونة العام من خلال ايام عمل قليلة”.
من جهته، بين حسام (25 عاماً، طالب) أنه يتفق مع صاحب الأرض على أجار يومي يساعده في تحمّل نفقات عائلته، ومصروف الجامعة لعدة أشهر كون اليومية أصبحت “محرزة” حسب تعبيره.
وتابع حسام: “كانت “يومية” العامل العام الماضي تقارب 50 ألف ليرة، لكن الأسعار اختلفت بشكل كبير خلال الموسم الحالي ولا يمكن القبول بأقل من 100 الف لليوم الواحد”.
وأكد حسام أنه ينتظر موسم الزيتون بفارغ الصبر للظفر بمبلغ جيد يؤمّن له تكاليف دراسته ويساعد أبويه في تدبّر بعض تكاليف المنزل بالنسبة لمؤونة الشتاء”.
من جانبه، بين أبو أكرم أنه سيستعين بأولاده وزوجاتهم وأولادهم للمشاركة بجني المحصول، فالإنتاج ليس وفيراً هذا العام وأجور العمال عالية جداً لا يمكن تحملها، مع حديث معظم العمال عن ارتفاع “يوميّة” العامل إلى 100 ألف ليرة.
من جهته، قال مصدر في اتحاد الفلاحين بحمص لشبكة “داما بوست” إنه في حالات كثيرة يتم الاتفاق بين أصحاب الأراضي والعمال مسبقاً على “الحصة”، أي أن يأخذ العامل حصته من المحصول في نهاية عمل كل يوم، وهذا يختلف من مكان لآخر حسب الاتفاق.
وأضاف “يتفق البعض أن يأخذ العامل تنكة زيتون مقابل خمس أو أربع أو ثلاث تنكات زيتون يأخذها صاحب الأرض، أو الاتفاق على ربع أو ثلث أو خمس المحصول اليومي.
يذكر أن إنتاج الزيتون في سوريا للموسم الحالي قدر بحوالي 740280 طن بشكل أولي، أي بزيادة حوالي 6% عن الموسم الفائت“، وفق مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة المهندسة “عبير جوهر”.
وأضافت “جوهر” أنه “يخصص حوالي 148055 طن من كمية الإنتاج لتصنيع زيتون المائدة والجزء الأكبر حوالي 592224 طن للعصر وإنتاج زيت الزيتون، والذي يتوقع أن ينتج عنه حوالي 94754 طن زيت زيتون، لافتة إلى أن “كمية الزيت حسبت بنسبة 16% من وزن الثمار”.