الحكومة السورية تلقي باللائمة على العشائر في أحداث السويداء
وسط توتر مستمر في محافظة السويداء، اتخذت الحكومة السورية الانتقالية موقفاً وصفه مراقبون بأنه محاولة للتنصل من مسؤولية الانتهاكات الأخيرة التي شهدتها المحافظة، بعد أن ألقت باللوم على العشائر التي شاركت في العمليات إلى جانب قوات وزارتي الدفاع والداخلية.
وقالت مصادر دبلوماسية لموقع “الحل نت” إن وزير الخارجية أسعد الشيباني وجه مذكرات إلى أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي والعربي في دمشق، محملاً العشائر مسؤولية “المجازر والانتهاكات بحق الدروز في السويداء”، في خطوة تهدف لتبرئة قوات الحكومة من أي اتهام مباشر.
وأفادت المذكرات، وفق الكاتب السوري ماهر شرف الدين، بأن العشائر البدوية نفذت عمليات انتقامية ضد المدنيين، شملت حرق القرى وارتكاب أعمال عنف، بما في ذلك تقارير عن قطع رؤوس أطفال، مؤكدة أن هذه الأعمال تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي والمعايير الإنسانية. وفي الوقت نفسه، أشار شرف الدين إلى هجوم المذكرات على ما وصف بـ“ميليشيات الهجري”، إلا أن التركيز الأكبر كان على تحميل العشائر المسؤولية المباشرة.
تورط القوات الحكومية
رغم الاتهامات الموجهة للعشائر، أكدت شهادات ميدانية وتسجيلات مصورة تورط عناصر من الأمن العام ووزارة الدفاع السورية في إعدامات ميدانية داخل المشفى الوطني وعمليات سرقة في شوارع المدينة، ما يوضح مشاركة عدة أطراف في العنف الذي شهدته المحافظة.
الحركة الميدانية للعشائر
وفق تقارير ميدانية، انسحبت القوات الحكومية بالكامل من السويداء في 17 تموز/يوليو الماضي، بعد ضغوط وعمليات “للإحتلال الاسرائيلي”، وتولت فصائل درزية محلية مهمة حفظ الأمن بعد اتفاق لوقف العنف بوساطة خارجية. ومع ذلك، اندلعت مواجهات بين الفصائل الدرزية والعشائر البدوية والقبائل العربية، بعد إعلان الأخيرين النفير العام. وقال الشيخ عبد المنعم الناصيف، رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية، إن العشائر مستعدة للتوجه إلى السويداء نصرة لإخوانهم من البدو والدفاع عن المدنيين، مؤكداً أن عدد المقاتلين تجاوز 50 ألفاً مع وصول تعزيزات إضافية من مناطق شرق سوريا وريف حلب.
مواقف الحكومة والمجلس القبلي
خرج الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في خطاب أشاد بدور العشائر، معتبراً أن مواقفها التاريخية مشرفة في الوقوف إلى جانب الدولة السورية، في خطوة اعتبرها محللون محاولة لتقليص الأزمة وحصرها في إطار العشائر. من جهته، أكد مجلس القبائل والعشائر التزامه بقرارات الحكومة بوقف إطلاق النار.